| رواية المراّه العاكسه لـяőmặňţĩĉ GϊЯl | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
яőmặňţĩĉ GϊЯl شــــداوي مشارك
عدد الرسائل : 122 الموقع : قمــــــــ شدا ــــــر العمل/الترفيه : عن قريب للجامعة المزاج : كـــول علــى كـوـول تقييم الأعضاء لهذا العضو : 0 تاريخ التسجيل : 26/03/2009
| موضوع: رواية المراّه العاكسه لـяőmặňţĩĉ GϊЯl الجمعة مارس 27, 2009 1:36 am | |
|
(1)
- مها ..غدا لن ندرس سوى ساعتان ! البقية اعتذروا عن الحضور !
- يعني سنبقى ثلاث ساعات فارغات !..
تساءلت مع الزميلة باستغراب !!
ففي كليتي .. كلية الشريعة .. نكاد ننفجر من ضغط المحاضرات !
لكننا كنا نكرة الفراغ ..
بل ونفضل الضغط على الفراغ !
بعض زميلاتي في القاعة .. يتشاورون في مشكلة الثلاث ساعات الفارغات !
كنت أنبهر بنشاط بعض الطالبات في ردهات الجامعة ..
بل تمتلئ عيني سعادة حين أرى في وقت الفسحة حلق الطالبات على أرض كلية الشريعة ..
رغم التقاط الأنفاس الصعبة .. إلا أن الضغط ولّد إنجازاً باهرا !
وقفت أمام زميلاتي في القاعة ..
رفعت صوتي لأخمد الحريق !! ..
عفوا لأسكت ثمانون طالبة متكدسات في قاعة واحد !
- يا بنااااات .. غدا نحن فارغات ماذا نعمل في وقت الفراغ!
ردت إحداهن متململة :
- لا نحضر للجامعة !
ضحكت ثم قلت ..
- لو حرمنا من دخول اختبار الأستاذ الحاضر غدا من يشفع لنا !
ردت إحداهن قابعة في زاوية بعيدة ..
- لا لن نغيب .. نكمل دفاتر محاضراتنا الناقصة ونصور المفقود من الملازم!
- ثلاث ساعات نكمل دفاتر ونصور الفاقد ! نريد عملا آخر !
لم يتجاوب معي أحدا ..
عاد الضجيج مرة أخرى في القاعة ..
جلست مع زميلاتي في الأمام قلت مشاورة لهن ! ..
- مار أيكن أن نجلس جلسه أخوية غدا .. في حلقة كبيرة !
ردت إحداهن ..
- لن يسمع لك أحد ..
ردت أخرى معترضة ..
- أنا سأسمع لها .. بل أخبري يا مها البنات فكرتك رائعة !
وقفت ثانية صارخة :
- بناااااات فكرة جديدة !
هبط الصوت إلا من بعض الهمسات ! ..
- سنجتمع على جلسة أخوية معا !
علت الأصوات بعدها ثانية ..
واختلط الحابل بالنابل !!
ميزت أن بعضهن لم يفهمن القصة .. وبعضهن موافقات !
رفعت صوتي ثانية :
- سنجتمع على فوائد وكلمات .. وبعض الأحاديث الممتعة .. كل واحدة منكن تحضر ما تجود بها نفسها من الفوائد والمأكولات !
ضحكت طالبات القاعة ..
ثم تفرقوا بعد أن حان وقت الخروج ..
كل واحده تخبر زميلتها بما ستحضره غدا ..
حين حان الغد ..
دخلت الطالبات القاعة منتظرات انتهاء محاضرة تلقينية كالعادة من أستاذ يقرأ من كتاب لا تقيّم فيه الطالبات إلاّ قدراته الإلقائية !
الكل متشوق للجلسة الأخوية ..
ويحسبون الدقائق انتظارا لها ..
انتهى الأستاذ ..
بسرعة غير مسبوقة تدافعت الطالبات للخروج من القاعة فرحات بالوقت الخالي..
قامت بعضهن بدفع الكراسي للخلف لعمل حلقة دائرية تجمع الطالبات في الجلسة الأخوية ..
جلسنا بضع دقائق ننظر لبعضنا لا ندري كيف نبدأ!!
كان ذلك مضحكا للغاية ..
نهضت وغادرتهن قليلا ثم عدت ..
قلت لهن وأنا بعيدة ممازحه :
- أحضرت المكبر الصوتي .. لتسمع قلوبنا !!
بدأنا الجلسة بكلمة وفائدة بسيطة ..
كل طالبه تبدأ بإلقاء مواهبها إما ارتجالية أو من ورقة قد جهزتها !! ..
كان الجو جوا أخوياً بين الجدية والطرافة ..
مسَكت المكبر الصوتي إحدى الطالبات ..
تحدثت عن عظمة الله ورحمته وشدة عذابه ..
كان كلاما مؤثراً للغاية ..
انتبهت لثمة طالبات يتحدثن بمداخلات بسيطة في كل كلمة تُلقى!!
وقعت عيني على إحداهن ..
طلبت منها إلقاء أي كلمة إجباراً .. عقاباً لها !!
تمنعت ثم ألححت عليها وبالتالي ألح من حولها من زميلاتها!!
تمنعت بشده حتى هداها الله للموافقة!!
وبدأت تتحدث بدرر لم نتخيل أن تقولها!!
صارت تتحدث وهي متأثرة جدا مما تقول !!
حين انتهت ألقت نظره دائرية على بنات قاعتنا ثم قالت :
- في الحقيقة لم أعلم أني خطيبة قوية !!..
كان تعجبها من نفسها واضحاً حتى تعليقها على نفسها صادراً من انبهار غير متوقع !!
بدأت الطالبات باستلام المكبر الصوتي حتى انكسر حاجز الخجل و بدأوا بالتفاعل حتى وصل للنشيد !!
قامت إحداهن مازحة تنشد بيت حفظته مجبرة من كثر ما يردد َحتى بلغت القلوب الحناجر على حد تعليقها!! أمي ربة بيتي ** أمي ما أحلاها !!..
ضحكت المجموعة من جرأتها !!
حتى صارت الجلسة غير متوقعة بتلك الطرافة أبدا!!
وحين قرب انتهاء الوقت ..
وصل المكبر الصوتي لطالبه هادئة وكلامها هادئا جدا ..
بدأت تتحدث عن الموت وعن أصدقاء السوء وتقرنها بالآيات كان لكلامها وقع وتأثير على الزميلات..
تفحصتُ وجوه الحاضرات فرأيت وجوه بطالبات القاعات المجاورة!!
بعد قليل دخلت طالبة ثم جلست ..
سألتها:
- من أي كلية أنت ؟!
- كلية الحاسب !
لم أتوقع أن يكون رجع الصدى مذهلا للغاية !!
ولم أحسب حساب أن يجتمع كل هذا الكم من الطالبات!
انتهى اليوم ..
وبعدها عاد روتين الأيام من جديد!!
تمنيت أن يتكرر هذا اليوم ما بين فينة وأخرى !
سرت متجهة لشراء قارورة ماء ..
انتبهت لإعلان عن محاضرة رائعة بعنوان (الرخص الشرعية) ..
موضوع مرن وجميل وموعده يوم الثلاثاء ..
عقدت العزم على حضورها..
فمثل هذه المحاضرات غنيمة لا تفوت وعدد الحضور إليها كبير وضخم ..
| |
|
| |
яőmặňţĩĉ GϊЯl شــــداوي مشارك
عدد الرسائل : 122 الموقع : قمــــــــ شدا ــــــر العمل/الترفيه : عن قريب للجامعة المزاج : كـــول علــى كـوـول تقييم الأعضاء لهذا العضو : 0 تاريخ التسجيل : 26/03/2009
| موضوع: رد: رواية المراّه العاكسه لـяőmặňţĩĉ GϊЯl الجمعة مارس 27, 2009 1:41 am | |
| سمعتُ صوت رنين خافت صادر من هاتفي الجوال، فإذا به تنبيهاً وضعته منذ مدة حتى لا أنسى حضور محاضره (الرخص الشرعية)، التي أعلنوا عن إقامتها يوم الثلاثاء ، خرجت من قاعة دراستي إلى المصلى الجامعي ، تمنيت أن ترافقني صديقتي منذ الطفولة هيفاء ، ولكن لعذر لم أعرفه تخلّفت عن الحضور للجامعة ، حين وصلت للمصلى مبكرا، وجدت أن مازال المصلى يتزاحم بالطالبات للاجتماع أمام ملقية الدرس ، إذ هي لم تأتي بعد ، جلست في فرجة لمحتها في الصف الأول ، وسلّمت على من حولي ورددن السلام .. ثم جلست أتأمل الداخلات والخارجات لحين حضور الدكتورة هدى، فسمعت همساً من طالبة تجلس بجانبي .
- السلام عليكم أختي .
- عليكم السلام ورحمة الله .
- أنت مها كنت تدرسين في مدراس التربية الأهلية صح؟ .
شكلها ليس غريباً علي ، حاولت تذكر صاحبة هذه الملامح ، وبدأت أقلب دفتر الأسماء في ذاكرتي ، ثم جلست أنظر إليها بتركيز ، وهي تنتظر الجواب ، حتى ابتعدتُ قليلا متعمقة في ذاكرتي بحثا عن اسم التي أمامي ، إذا بها تعيد السؤال :
- هل أنت مها عزيزتي ؟! .
- آه .. اعتذر نعم أنا مها .
- هل عرفتيني ؟!.
- الملامح اعرفها لكني مازالت أجهل صاحبتها .
- أنا منار .
- .........؟!
- منار أعرفك في المتوسطة لا تقولي أنك نسيتيني ..
- ........... بقيت عيناي معلقة عليها ببلاهة !
- إذا تذكرتيني أخبريني ..
- منار رئيسة فصلنا في المتوسطة ؟!
- قالت ممازحة : وبالجامعة أيضاً لماذا المتوسطة فقط ! .
لم أتخيل أبداً أن ألتقي بمنار النشيطة ، منار المرحة العاقلة ، كنت مذهولة جداً من لقياها ، نهضت بسرعة من مكاني وصافحتها ثم تعانقنا بشوق كبير ، وبدأت أعاتب منار على اختفائها ..
- منار هداك الله من أين خرجتي !!
- على الأقل عرفتك لستُ مثلك محيتيني من ذاكرتك !!
- أمحيك لقد وضعتك في المستودع يا مشاكسة .
- صرت مشاكسة هاه ، حسنا يا مها تذكريها وسنعرف من هي المشاكسة .
- اتركينا من هذا يا منار في أي قسم أنت الآن .
- الحمد لله أن تلك المحاضرة جمعتنا ، لا.. وجلستي بجانبي صدفه رائعة ، أنا لغة إنجليزية .
- ما شاء الله بلبل إنجليزي .
- الله يسمع منك وأنت ما أخبارك في أي قسم ؟!.
- أنا ..
بالمكبر الصوتي : بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ..
- منار سنكمل حديثنا بعد المحاضرة ..
- حسنا ..
حاولت أن أركز في محاضرة الدكتورة هدى ، فتارة أندمج معها ، وأخرى يأخذني التفكير إلى صباي ، إلى أيام المتوسطة ، كنت أنا ومنار صديقات بكل معاني البراءة ، كل الذكريات مرت علي في هذه المحاضرة القيمة !! ، تمنيت أن أدون ما يرد في المحاضرة لكن تزاحم الأفكار منعني من ذلك ، ذكريات الطفولة ذكريات لا ينغصها إلا حماقات الطفولة ، أتأمل حماس الدكتورة في إلقاء المحاضرة ، ثم أتمنى يوما ما أن أكون مثلها ، لا تخاف في الله لومة لائم ، قويه في إظهار الحق ، وفي إيصال المعلومة ، فأتحمس لتدوين العلم من شرحها السهل واليسير ، ثم أتذكر منار ، أتذكر أيام طفولتنا ، حين أعمل ضجة في أوقات فراغنا ، و منار تهددني قائلة : اجلسي وإلا كتبت اسمك لرائدة فصلنا لتعاقبك ، فأزيد من الضجيج و لا أسمع الكلام ، وفي النهاية أنال عقابي من معلمتي ، فأغضب من منار ، ثم أسامحها وأنسى كل ما كان ، براءة الطفولة هي التي فقدتها على أرض الجامعة ، ومنار منذ الطفولة وهي عاقلة ، كنت أحبها ولكني كثيرا ما أختلف معها في الأنشطة ،ودائما ما ترافقني وتشاركني في كل شيء ، صحيح كنا أطفال لكنها كانت ذكيه ، تغيرت منار في شكلها كثيرا .. كدت أن أصاب بالصداع من كثرة التفكير ، فحاولت التركيز ثانيه في كلام الدكتورة القيّم..
- (ومَن تتبع الرخص بلا حُكمِ حاكم ، فُسّق نصاً . قال ابن عبد البر: إجماعاً) مطالب أولي النهى ج6/ص617
جلست أفكر بعبارتها كثيرا ، الآن الكل يتتبع الرخص حتى يهرب من الحكم الشرعي ، وما دروا أن هذا فسقا ، بل أن بعض العلماء حرّموا تتبع الرخص .. حال الناس يرثى لها ، ضعف في الإتباع ، وقلة الامتثال ، ويتمنون مع ذلك النصر ، والهزيمة على الأعداء ، لن يحصل مرادنا ، مادامت قلوبنا متنافرة.. فإذا انتشر الفساد بيننا مُنعنا النصر والتمكين.. وإذا انتشر الحسد أيضا مُنعنا المطر .. كم أشتاق لحبات المطر لكن الحسد ما فكر يوما أن يغادر قلوب الناس لننعش ولو برائحته ، ما يصبرني إلا أنه إذا اشتد البلاء يعقبه الفجر الباسم ..
- مها .. مها ..أين ذهب تفكيرك ؟! انتهت المحاضرة انهضي!!
- بسم الله !! .. لا ادري ماذا بي هذا اليوم منذ التقيت بك والتفكير يجتاحني ، أنت تثيرين تفكيري ، هل بقيتي إلى الآن هكذا .
- أحسن! حتى لا يظل عقلك متيبساً أرطبه أنا بالتفكير .
- منار ، يكفي تعليقاً ، يبدوا أني سأغضب منك صدقاً ليس مثل المتوسطة أغضب دقيقة وأرجع ثانيه !!
- يااااه في الجامعة كل شيء متوقع .
- صدقتي الجامعة كل شيء فيها متوقع ربما المساحة الرحبة هي التي جمعت كل ذلك !!
- لكن لم تخبريني عن قسمك يا عبقرية زمانك ..
- بسم الله , توكلت على الله , دخلت الشريعة , ولله الحمد والمنّة , والله أعلم .
- ما شاء الله ، الشيخة مها لماذا لم تخبرينا أصلحك الله حتى نستفيد من علمك .
- لا تضخمي أمري!! .. لم أتقن طريقي حتى الآن !.
- حسنا لم يبقى إلا أن أبحث لك عن شيخاً يناسبك لنزوّجك إياه .
- وأنا مستعدة !
- بنات آخر زمن حتى الحياء انقشع منك .
- تعليقاتك دروس يا منار ، حسنا نلتقي مرة ثانيه عندي محاضره يا عزيزتي الفاضية أراك لاحقا ، مع السلامة .
- بحفظ الله حبيبتي .
وأنا في طريقي لقاعتي كنت أفكر بمنار صديقتي في المتوسطة ، وأفكر بهيفاء صديقتي منذ الابتدائية ، والتي من بعد مرحلتي الابتدائية لم أراها سوى بالصدفة وبلقاؤنا معاً في نفس القسم !! هيفاء ومنار صديقات مرحات للغاية ، لا أمل حديثهن ولا ممازحتهن ، تمنيت لو كانت هيفاء موجودة لأُعرّفها على منار ، لكن غيابها اليوم أثار قلقي فهي من عادتها تخبرني إن عرض عليها عارض يمنعها من القدوم للجامعة ، حتى لو كان وقت اتصالها فجرا ، ترى ما الذي جعل هيفاء النشيطة تتخلف عن الجامعة اليوم ، فهي أحرص مني في الحضور وملازمة الدروس .. وصلت للقاعة ، وجلست في مقعدي ، جاءتني زميلة وسألتني عن حضور هيفاء ، حتى تعمق قلقي وتفكيري بها أكثر ، خرجت من القاعة وملامحي غير الملامح التي دخلت بها ، شرعت لأختبئ في مكان ما حتى اتصل بهيفاء ، فاستخدام الجوال داخل الجامعة محظور .. ضغطت على اسمها بقلق بالغ، ترى ماذا بها لم تكلمني اليوم؟! وضعت الجهاز على أذني رجاء أن ترد ، فخاب أملي ، لماذا يا هيفاء أغلقني هاتفك هداك الله ، فما زاد عندي إلا قلقي فليس من عادتها إغلاق جهازها صباحا . لم يبقى لدي إلا محاضرة واحده وتفتح بوابة الخروج ، دخلت أستاذة القرآن وراجعت لنا الثُّمن المحدد للحفظ ثم انتهى الوقت ، فخرجت بسرعة للاختباء لأعاود الاتصال ، ضغطت على الرقم الصادر الأول حيث يكون رقم هيفاء ، وبشوق بالغ وحذر شديد من أن تمر علي إحدى نساء الأمن قابضة عليّ . جلست متقرفصة في إحدى الزوايا والهاتف بإذني وعندما سمعت أن هاتف هيفاء يتصل صرخت بفرح بالغ قائلة: الحمد لله !، ويا للحظ ! تنبهت لي أستاذة مرت أمامي وشكّت بأني أدس مخالفه ، حاولت تدارك الوضع بإخفاء الهاتف في أي مكان ، وضبط نفسي وملامحي لكني لم أنجح ففرائصي ترتعد بلا تحكم ، ولساني تعقد من الحديث ، نظرت إلي وتساءلت :
ماذا تفعلين ؟!
وقفت مذهولة من الخوف فالجامعة لا تعرف صغيرا ولا كبيرا ، لا شيخا ولا امرأة فالمخالفة تعتبر إساءة شنيعة تستحق العقاب ربما يصل إلى الفصل ستة أشهر !!! .
| |
|
| |
яőmặňţĩĉ GϊЯl شــــداوي مشارك
عدد الرسائل : 122 الموقع : قمــــــــ شدا ــــــر العمل/الترفيه : عن قريب للجامعة المزاج : كـــول علــى كـوـول تقييم الأعضاء لهذا العضو : 0 تاريخ التسجيل : 26/03/2009
| موضوع: رد: رواية المراّه العاكسه لـяőmặňţĩĉ GϊЯl الجمعة مارس 27, 2009 1:43 am | |
| أجبت بتردد :
- بصراحة ، آ .. آ ، كنت اتصل على زميلتي .
- ألم تعلمي أن هذا ممنوع ، أعطيني جهازك .
- اسمحي لي هذه المرة .
- أعطيني جهازك .
- تفضلي ، ماذا ستفعلين به ؟!
جلست أنظر إليها وهي تعبث بجهازي ، ربما كانت تتأكد فيما قلت لها ، لما لا يخبرونا عن هدف مصادرة هواتفنا ، فنحن ما أحضرناها عبثاً، بل كان من الأجدر أن يثقوا بنا ، ولا نكون كأننا أمام ناصية القضاء ، انتبهت إليها وهي تضغط على الأرقام الصادرة وتتفحص تاريخ آخر مكالمة ، ضحكت في سري من تصرفها ، أعلم أن الجامعة تحاول المحافظة علينا ، لكن لم يكن المحافظة يوماً بأسلوب إلقاء التهم جزافاً ، جامعتي أفخر بحزمك لكن قليلا من الرفق فما كان الرفق في شيء إلا زانه ..
- لو سمحتِ ، ما اسمك ؟
- مها .
- ألم توقعي يا مها على ورقة التعهد في عدم إحضار الجوال للجامعة ؟! ، بغض النظر عن معاقبتك ألم تعلمي أن هذا من نقض العهود .
- لكني .. أ.. أ ..
- عموماً يا مها سأعطيك جهازك ، لكن تذكري أن نقض العهود من صفات المنافقين .
استلمت هاتفي بذهول ، وطأطأت رأسي حتى غادرتني ، تنفست الصعداء ، ولحقت إلى قاعتي لأخذ عباءتي و شنطتي ، حامدة ربي وشاكرة له ، فلم أتخيل أبداً أني سأستلم جهازي من قبضتها بهذه السرعة، ولكن بحق ذكرتني بدرس لن أنساه .. ما أجمل أن يذكر المسلم أخاه بمثل هذه المواقف ، كم أوقع هذا اليوم في نفسي امتنانا لتلك المسؤوله ، فقد كفتني شر مصادرة الجوال ، وعفت عني في غلطة كان لها عقابٌ جاهز التنفيذ! ، بل و أعطتني تذكرة لا مثيل لها في القيمة.. لم تكن الإعانة في هذا الزمن بالمنتشر بيننا أبداً .. صار الذي يقضي حوائج الناس ساذجاً ، لا يفهم ! حتى صار الناس يشتكون ويتذمرون من تعسف المجتمع وما دروا أنهم هم الذين خلقوها .. لو ساعدهم أحد رموه بالسذاجة .. ، وإذا لم يبالي بهم قالوا متعسف !! .. مجتمع يعاني من تناقضات أسأل الله أن يشفيهم منها .. كل شي صار يراودني وأنا في طريقي إلى المنزل .. عاودت الاتصال على هيفاء .. وجلست أنتظر على أمل أن ترد ..
***
توجهت إلى هاتفي الملقى على فراشي ، إذ لمحته يهتز منتظرا مني استقبال مكالمة حالية ، وجدتها مها ، جلست أنظر للهاتف وأفكر ماذا سأقول لها بخصوص الموضوع الطارئ ليلة أمس ، هل ستساعدني ، وما شأنها ، لكن ربما تخفف عني ، فقررت أن أرد على مكالمتها ..
- السلام عليكم هيفاء ، أقلقتيني أين أنت ، هل أنت بخير ؟
- عليكم السلام كيف حالك وأخبار المحاضرات ؟.
- لماذا لم تحضري اليوم ؟
- ثمة صداع خفيف .
- تضحكين علي يا هيفاء ، أنت أقوى من صداع خفيف ! .
- .....
- هيفاء ماذا بك ، تحدثي .
جلست برهة أرتب كلماتي ، فقد كانت عبرتي تسبق عبارتي ، لم يكون موضوع الأمس في ذهني منذ مدة طويلة ، ولم يطرأ سوى بالأمس ، هل سأحكي لمها كل التفاصيل ، لن آتي لها إلا بالصداع .
- هيفاء أحدثك ، لماذا لم تحضري اليوم ، حسناً سأنزل من السيارة الآن وصلت لمنزلنا وسأحدثك بعد قليل ، انتظريني.
- حسناً ، بحفظ الله .
- مع السلامة .
مها إنسانة لها نظرة أخرى للحياة ، لكن مهما حاولَت تغيير نظرتي وإقناعي ، لن أتخيل أبداً أني سأترك الجامعة بسبب هذا الموضوع ، ربما هو خير إن شاء الله . رن هاتفي مشيرا إلى منزل مها ، استقبلت المكالمة وأنا مترددة ، هل أتركها وأتحجج بأن شغلا ما منعني من استقبال مكالمتها أم أستقبلها وأبث همي فليس أمامي سوى مها من الممكن أن تحتويني.
- السلام عليكم هيفاء .
- عليكم السلام ، أزعجتك وأقلقتك سامحيني .
- دعينا من ذلك ، ماذا بك ؟ .
- عزيزتي مشكلة بسيطة لا أريد أن اتعب بها دماغك ، كل ما في الأمر أني ضحية عادات وتقاليد باليه هذا كل شيء ! - هيفاء اتركي الفلسفة وتكلمي بلغتي القحة فقط !
- أبي سيزوجني ابن عمي ، وهو لا يناسبني ، وحجته انه لا يرعى بنات العائلة إلا ابن العم ، إلى متى نحن نعيش بهذا التخلف ، ما قرأت في كتب السيرة ولا الفقه أن بنت العم لابن عمها غصباً ، أنا لست غاضبة لشخص ابن عمي ، ولكن غاضبة لهذا التفكير الموروث المريض ، كل ليلة البارحة غادرني النوم ولزمت المصلى بكاء على هذا النصيب . - هيفاء ما هذا الاعتراض !
- لم اعترض على قضاء ولا قدر ، معترضة على تفكير أبي وابن عمي .
- عزيزتي هل أنت رافضة لابن عمك ؟!
- حتى الآن لا أدري ، وهل بيدي الرفض أصلا.
- إذا لم تريديه ؛ فهذا من حقك ، لكن دعي التقاليد وحدثيني ما سبب رفضك للخطبة غير كونه ابن عمك. - شيء مضحك للغاية .
- ما هو ؟!
- سأكون ربة بيت ناجحة !
- أفهم أنك ستتركين الدراسة .
- وهذا شرط ابن عمي !
- أمره يسير.
- مها يبدو أنك أنت التي تضحكين علي ؟!!
- أنا من رأيي أنه إذا كانت الجامعة هي العثرة أمام الخطوبة فأمرها سهل ، فكري بعقلك واتركي كل شيء جانباً.
- سأنظر إلى ماذا أصل بتفكيري الفذ .
أغلقت الهاتف وأنا متوقعة أن مها لن تفعل لي شيء سوى أن أرضى بهذا الأمر ، استسلمت للبكاء ثانية ، ثم حاولت استرجاع كلام مها من جديد ، بالفعل كان توجيهها ذكيا ، ماذا أنقم على ابن عمي ، غير الجامعة ، مادام أنه محافظ على الصلاة ، ولا يدخن ، طموح مئات طالبات الجامعة هذا الأمر ، ولو سمح لي بالدراسة سأكون من أسعد مخلوقات الله .. يكاد رأسي ينفجر من التفكير ، لا أمي تفهمني ، ولا أبي يعطيني الفرصة ، مادام أن الأمر واقعا ، فالرضا والتسليم مصيري ، لن أغير العالم برفضي وتذمري ، أحمد الله حين كان نصيبي هذا الشاب ولم يكن آخر .
***
جلست أتقلب على سريري حتى أغفو قليلا ، لكن التفكير بموضوع هيفاء يكاد يقتلني ، أعرف أن مثل هذه التقاليد ما حاول صنف من المجتمع توديعها ، لكن ماذا بيد هيفاء إلا أن ترضى ! ، حاولت أن أضع نفسي مكانها ، وأرى إلى أين سيهديني تفكيري ، فما وجدت سوى أن الدراسة أمرها هين ، وتربية الأطفال هو مكان إنتاجنا نحن الفتيات ، إلى متى ونحن متعلقين بالدراسة ! ، كان الأجدر بهيفاء أن تفرح بخطبتها ، لكنها لم تدرك أن أمر الجامعة ليس بصعب إذ أن كل خريجاتها ساكنوا الدور ، وهي ستربي أطفالا يشغلون وقتها بتربيتهم ، وتكون أما منتجة صالحة ، فليس من المتعقل أن ترفض الكفء حتى تدرس ، ربما لن يأتيها غيره! . الزواج بالرجل المحافظ أصبح عملة نادرة في هذا الوقت ، فما أرى حولي سوى عنوسة الفتيات ، وعزوبية الشباب حتى سن متأخرة من أعمارهم! ربما حملة تغريب فتيات الإسلام قد طالتنا أيضاً !! .. يريدون أن يقنعونا أن لابد لنا من الوظيفة تأميناً لمستقبلنا وتغافلوا أن الإسلام أولانا للأب ثم للزوج ونحن نعيش مكرّمات مصونات في منازلنا. دخلت أمي علي وحكيت لها خطبة هيفاء ، واستاءت بشدة لهذا الفرض الظالم ، فهل التقاليد أغلى من مستقبل فتاة ربما تكون نهايتها الطلاق ، وقفت حائرة ماذا أفعل حيال مشكلتها فقررت أن أكون متفرجة فلست بمكان مواجهة أمرا لا شأن لي به.. تشاغلت باستذكار محاضرات اليوم وتحضيرها ولم يغيب أمر هيفاء عن بالي .. في الغد ، جلست في قاعتي بانتظارها وكنت على أمل في حضورها ولم أجزم ! ،وإذا بها مقبلة داخلة بهدوئها وسلمت ثم جلست تقلب أحد الكتب .. التفت إليها ..
- هيفاء .. لم تخبريني ماذا فعلتِ حيال موضوع الخطبة ؟!
التفتت إلي وهي مبتسمة وراضية ، لكن ما غادرتها لمحة حزن بادية ..
- شكرا لك ، ولكن أبي سيترك لي الخيار برفضه وقبوله هذه المرة فقط!! .
- يعني تستطيعين أن ترفضي ، الحمد لله .. هذا ما كنتِ تنتظرينه يا هيفاء لماذا أنت حزينة الآن !
- مادام الأمر الآن بيدي الآن أخشى لو رفضته لجاء الأسوأ وألزمني أبي به لنفس حكاية ابن العائلة الأمين !! ، أخشى كثيرا من ذلك ..
- هيفاء استخيري ، فالأمور بيد الله ولن يكون شيئاً إلا لحكمة ..
تبسمت هيفاء لي ، وعادت لتقليب الكتاب ، سلم الأستاذ معلناً حضوره عبر شاشة التلفاز المخططة بالألوان الزاهية ، ثم بدأ يتصل على القاعات الأخرى المشارِكة لنا في نفس المحاضرة ، وحين هدأ الجميع وبدأ الشرح ، لم تتحرك هيفاء بإخراج المادة بل ظلت سارحة بحيرتها إلى عالم بعيد ..
| |
|
| |
яőmặňţĩĉ GϊЯl شــــداوي مشارك
عدد الرسائل : 122 الموقع : قمــــــــ شدا ــــــر العمل/الترفيه : عن قريب للجامعة المزاج : كـــول علــى كـوـول تقييم الأعضاء لهذا العضو : 0 تاريخ التسجيل : 26/03/2009
| موضوع: رد: رواية المراّه العاكسه لـяőmặňţĩĉ GϊЯl الجمعة مارس 27, 2009 1:50 am | |
|
لم يكن البكاء وحده حلا للحيرة التي أعيش فيها ، كل من حولي منهمك في محاضرة تلقينية كالعادة من أستاذ أخاله يدربنا على الإملاء ، وهو بدوره يجرب مهاراته الإلقائية ، تحركت لإخراج الدفتر محاوله أن أندمج بالكتابة مع الجميع ، فما شعرت بنفسي إلا أني أكتب ما أحدث به نفسي!
ترى هل ما أعيشه امتحان قد أنجح أو أفشل فيه ، يا إلهي ما أصعب أن يحدد الإنسان مصيره ، مشكلتي أني لا أعرف عن زوج المستقبل هذا سوى أنه فلان الفلاني و الأهم أنه ابن عم لي ! ، عائلتي وحدها هي التي تفرض علي ذلك ، ومن حولي قد ودعوا هذه التعقيدات! وكأن حكاية ابن العم الأمين أعمتهم عن السؤال عنه بدقه ، لم أكن أعلم أن من السهل عليهم أن يعرضون حياتي لخطر فشل الزواج ، وكأننا في لعبة ! ، أرفضه هذه المرة والمرة القادمة لن يكون الخيار لي، مضحك جدا وضعي ! !
سمعت الأستاذ يعلن عن نهاية المحاضرة ، أو تخيلت ذلك ، المهم أني رأيت أفواج الطالبات المكتظة في القاعة تتوجه إلى الخارج لأخذ نفس عميق بعد ساعة كاملة من الإملاء المضني والسريع !!
اقترَبت مني صديقتي مها تسليني ببعض الأحاديث لتشغلني عن التفكير بالهم الثقيل ، فاستأذنتني لقضاء بعض حاجتها، ثم أخرجت جدولي لأنظر ماذا بعد هذه المحاضرة ، فإذا هي مادة التفسير .
لم يمر علي أستاذ يحافظ على مستقبل طالباته مثل هذا الأستاذ ، وكثيراً ما يردد أننا على أبواب الزواج و يحرّصنا على أن لا نقبل بأي شاب إلا بعد السؤال الدقيق ، حتى يذكر لنا قصصاً من واقعنا كان الفشل فيه نتيجة التقصير في السؤال عن الخاطب ، فقد كان أبوياً وبشهادة الجميع ، بل دائماً ما يقول لو تعيش الفتاة عانس أحسن بكثير من أن تعيش مطلقة ، إذ لابد من الحرص على اختيار الزوج ، فدروس التفسير تدور على أحكام الطلاق وما حولها ، وظل يدعو لنا أن لا نكون منهن ، رغم قسوة تعامله وتحفظه من التساهل معنا، إلا أن ذلك ما كان عن عبث ، يغار علينا كبناته ! سلم الأستاذ علينا ، وبدون مقدمات بدأ الشرح كما هي عادته ! ، وفي كل آية يشرحها يعطينا بعدها أكثر من توجيه ، كان أستاذاً فذا يربط القرآن بواقعنا تماماً ..
قررت أن ألتزم بوصيته وألح بالسؤال عن ابن العم هذا ، فإن لم يناسبني سأرفض وإن كان ثمّ خشية من تزويجي بأسوأ منه مستقبلا!
دخلت المنزل ومباشرة توجهت لإخبار أمي حاملة بين جنبيّ الهم :
- أمي ما أخبار هذا الخاطب هل ما زال أبي على قرار صلاحيته !
- نحن نعرفه يا ابنتي ، ونعرف أسرته ، وأخلاقهم ، ماذا تريدين أكثر من ذلك ؟!!
- أريد أن تسالوا عنه أكثر ، ليست المعرفة السطحية كافية ، صدقوني !
فما كان منها إلا أن طمنتني كعادتها فهي لا حول لها ولا قوة !
لم أنم ليلة ذلك اليوم بل كيف يأتيني النوم وأبي لم يعطيني فرصة في التفكير إلا أسبوعاً واحداً ذهبَ منها أربعة أيام، لم أتوصل بها إلى نتيجة !! ، وما تخلّيت عن استخارتي منذ أن رافقتني الحيرة !
حين استيقظت من نومي في آخر أيام التفكير والحيرة لم يكن هناك أمراً راسخاً عندي بل ظل أمري بلا تحديد حتى دخلت والدتي علي بعد صلاة العصر ، تسألني عن قراري ..
نظرت إليها وقد غطّت الدموع غشاء عيني ، لم أتعود اتخاذ قرار ضخم مثل هذا ، يبدو أني سأرفض وأترك الأيام تفعل ما تشاء..
- هيفاء .. لي نصف ساعة أسألك ما هو قرارك ، إن شاء الله موافقة ..
مسحت دموعي ، وعلقت عيني على الأرض بلا جواب ، فماذا تريد أمي أن أقول لها فليفعلون ما يريدون ، توجهت أمي إلى الباب ثم التفت قائلة :
- هل أعتبر سكوتك موافقه ، أم لا؟.
لم أرد عليها رغم عزمي على اتخاذ قرار ما، وحين أغلقت الباب خلفها، تقوقعت فوق السرير لست حزينة ولا سعيدة ، لكني أشعر أن هماً ضخماً انزاح عن كاهلي ! ، لقد حمّلت أسرتي الهم إن وافقوا كان خيراً ، وان رفضوا كان خيراً ، ولن يكون إلا الخير بإذن الله ..
حاولت تناسي الموضوع ، لكن كان ذلك صعباً للغاية ، فلست أدري ما مصيري ، ذهبت إلى أمي وفي نفسي أن أسألها ما القرار الذي أرسلوه للخاطب، فحين لمحتني أمي ، نادتني والفرحة تملؤها وتغشاها ، وهي تتمتم بالدعاء لي في أن يبارك الله في زواجي ، قابلت أمي بابتسامة خفيفة ، فلم أذكر أنها فرحت بهذا القدر مثل فرحتها بزواجي ! ..
وكّلت أمري لله فما سارت الأمور إلا لحكمة وضعها الله، و بدأوا في ترتيب أمور الزواج .
جلست أياماً أتأملهم ، وأنظر لفرحة الناس بي ، فما شعرت إلا أني صرت أشاركهم ، والسعادة والخوف تتضاربان في نفسي، إذ أن استنفارهم واهتمامهم في تنظيم حفل زواجي أنساني كل الهم بل زادني حبوراً وسعادة..
بعد أسابيع عدة قرروا عمل احتفال عائلي صغير يشمل العائلة ويجمعها ، اتصلت على مها وريم ، فزميلتي ريم تعرّفنا عليها أنا ومها حين كانت تجلس بقربنا في القاعة ، فتاة خلوقة للغاية ..
- السلام عليكم مها ..
- عليكم السلام عروستنا .. متى زواجك لقد اشتقت لأن أراك في فستانك ، والعقبى لي بإذن الله .
- وأنا بدوري اتصلت عليك أدعوك للاحتفال فالخاطب مستعجلاً للغاية ، فحددنا الخميس القادم إن شاء الله ، فقد صرت زوجة شرعية فلم يبقى إلا الاحتفال ..
- هيفاء كل هذا ولم تخبريني ، ما شاء الله أسأل الله أن يبارك لك ويتمم عليك السعادة ، أخبريني كيف الخاطب يبدو أنك محظوظة سبقتيني لتكوني أما عما قريب .
- الحمد لله أحسست بالارتياح وبالهدوء النسبي بعد أن رأيته ، في الحقيقة لم أتخيل أبداً أن النهاية هي الموافقة ، بل كنت متيقنة أني سأرفض ، كأني في أسبوع الحيرة فرّغت كل الهم الذي كان في نفسي ، بالطبع لم يكن ذلك إلا من استخارتي التي أعطتني هذه النتيجة ، كان طيباً للغاية ..
- أسعدك الله دوما ، لقائي بك في اليوم الموعود ، في حفلتك يا عروستنا بإذن الله ..
- أنت وريم أريد أن أراكما ..
- بل نحن نريد أن نراك .. متشوقة كثيرا لأتأملك وأنت فرحة في أسعد يوم في حياتك .
أغلقت الهاتف بعد أحاديث ودية بيني ومها ، ومع مضي الأيام بدأتُ رحلة التغيب الكثير عن الجامعة ، فقد تغيّرت أولوياتي تدريجياً ، إلى أن أصبحت الجامعة أمرا ثانوياً استعدادا للانسحاب منها، بالطبع كان ذلك شرط زوجي العزيز ! قرب موعد الاحتفال ، و ما أسرع الأيام ، لم أعرف عن زوجي إلا من بضع مكالمات بسيطة ، كان مهذباً ومحترماً جدا، تأهبت لذلك اليوم ، فالحفاظ على منزل وزوج وأولاد ليست لعبة زمنية أو تجربة عابرة، إنما ذلك واجب عظيم ، وبداية تكوين أسرة مسلمة جديدة والأهم أن الزواج نصف الدين لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا تزوج العبد كمل نصف الدين فليتق الله في النصف الباقي) أخرجه البيهقي. الإفصاح ج1/ص49.
***
!.. | |
|
| |
яőmặňţĩĉ GϊЯl شــــداوي مشارك
عدد الرسائل : 122 الموقع : قمــــــــ شدا ــــــر العمل/الترفيه : عن قريب للجامعة المزاج : كـــول علــى كـوـول تقييم الأعضاء لهذا العضو : 0 تاريخ التسجيل : 26/03/2009
| موضوع: رد: رواية المراّه العاكسه لـяőmặňţĩĉ GϊЯl الجمعة مارس 27, 2009 1:56 am | |
| في ليلة الزفاف ، كنت إلى جانب عروستنا ،فالفرحة تأخذها كل مأخذ ، دعوت لها بالتوفيق والبركة ، وسلمت على أسرتها ، كانت هيفاء متوترة جدا ، رأيتها تؤنب أختها أمل على تأخير صلاة العشاء حتى خروج وقتها، في هذه اللحظات تذكرت شعراً رائعاً مؤثراً تدفعني رغبة جامحة لذكره هنا ..
خسر الذي ترك الصلاة وخابا * وأبى معاداً صالحاً ومآبا
إن كان يجحدها فحسبك انه * أضحى بربك كافراً مرتابا
أو كان يتركها لنوع تكاسل * غطى على وجه الصواب حجابا
فالشافعي ومالك رأيا له * إن لم يتب حد الحسام عقابا
والرأي عندي للإمام عذابه * بجميع تأديب يراه صوابا
ظللنا أنا وريم في عمل دءوب في ذلك اليوم فهيفاء لم يهدأ لها بال ، فلم يبقى سوى سويعات وتلتقي بزوجها في أول ليلة لهما وقد تأهبنا استعداداً لأن نزفها أمام الناس..
- هيفاء ، بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير ، هيا استعدي للظهور فأنت ملكة هذا الاحتفال.
- الخوف يتملكني في الحقيقة أخشى أن أسقط ، أعرف نفسي يا مها لن اخرج .
- دعيك من التفكير المضحك ، بسرعة الكل ينتظرك .
وبعد محاولات مني أنا وريم ، وافقت واستعدت لتسير نحو كرسي الفرح (الكوشة) ، وبخطوات حذره جدا استقرت فيه ، ونظراتها لم تفارق الأرض!!، وصوت الدف ما هدأ لحظه ! ..
تقدم الجموع إلى العروس للسلام عليها ، وأحاطوها والكل يبارك لها ويهنئها ، جلست أتأملهم وإذا بي ألمح أم عروستنا في غاية فرحتها وهي تستقبل المهنئين ، كان احتفالها جميلا وذكرى لا تنسى ، إلا أن شيئا ما أقلقني كقلقي في كل زواج أدعى إليه ، منكرات الأفراح ما فارق زواجاً قط ! ..
ملابس كاسية عارية ، كأن الزواج أبيح فيه التفسخ ، كان ذلك مدار حديثنا أن وريم ..
- تفضلي قهوتك ، ما شاء الله الحفل منظم للغاية ، مذهله هيفاء .
- صدقت ، فقد لحظت التنظيم منذ أن دخلت !
- في كل مكان فكرة دعوية أصادفها ، أنظري أول ما شد نظري تلك الورقة معلقة بهذه الفطيرة المغلفة فقد طبع عليها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : (صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ) . كانت بطاقة مذهله جداً فالحفل يحوي مخالفات شرعية عظيمة من الحاضرات ، في ملابسهن وفي تسريحاتهن ، بل صار شيئاً هيناً في نظرهن ، وأصبح المنكر معروفاً في أوساطهن ولا حول ولا قوة إلا بالله !
- بالفعل يا ريم فلو لم نقم بالتوعية لشملنا عقاب المولى سبحانه ، ذُكر ذلك في آية عظيمة رادعة {وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
- أتذكر حضرت إحدى الزواجات في الرياض ، و كان من الحضور فتاة أمريكية ! شاهدتها تنظر للفتيات وهن متخففات من ملابسهن ومتفسخات بشكل فاضح ، الذي أصعقني أكثر ؛ حين سمعتها تقول: كل مَن في الحفل نساء لماذا تلبس الفتيات هكذا !! هل تتفسخ النساء للنساء نحن نسمي ذلك شذوذا !! لم تقل ذلك إلا استهزاء وتهكما وكأنها تحسب أن إسلامنا سمح لنا بهذا الفعل المشين !
- مؤلم حين تتغافل الفتيات بأنهن تحت نظر الخلائق، و يتناسين أنهن محاسبات على أفعالهن من رب الخلائق .
جلسنا ننظر لهيفاء وإذ بالحاضرات يبتعدنَ عن عروستنا فاسحين لها الطريق تأهباً لخروجها من قاعة الأفراح فعريسها بانتظارها في قاعة الرجال المجاورة ، كانت تسير مع أمها نحو باب القصر ، فلم أستطع منع دموعي من الانسياب بعد أن رأيتها وهي تودع أمها كان ذلك مؤثراً للغاية .
ثم توجهت المدعوات إلى قاعة العشاء فلمحت عند المدخل المؤدي لطاولة العشاء ، أشرطة دعوية وعلب صغيرة تحتوي على قفازات وجوارب وبعض الحلوى ، سعدت بذلك كثيرا فقد وقعت تلك العلب في نقطة ضعف نساء الأمة ، وهو حالهن مع الحجاب الذي يعتبر رمز الهوية الإسلامية الشامخة .
إذ أن من هشاشة اعتزاز بعضهن بحجابها أصبحنَ يستحين من لبس القفاز و الجوارب!! وما دروا أن المجتمع يعرف صلاحه بصلاح نسائه ، إن كنَّ متعففات بالحجاب وُصف المجتمع بأنه صالح وإذا رأوهن متهاونات ومتزينات وصموه بالفساد !! فالنساء هنَّ لب المجتمع بل وقشرته!! فما زال العلمانيون ينعقون بشغلهم الشاغل نساء الأمة !! ، فقط يريدون أن يشكّلونهن كما يحبون حتى يُشَكَّل المجتمع من نفسه تلقائياً فالمرأة في فوهة المدفع !!.. | |
|
| |
яőmặňţĩĉ GϊЯl شــــداوي مشارك
عدد الرسائل : 122 الموقع : قمــــــــ شدا ــــــر العمل/الترفيه : عن قريب للجامعة المزاج : كـــول علــى كـوـول تقييم الأعضاء لهذا العضو : 0 تاريخ التسجيل : 26/03/2009
| موضوع: رد: رواية المراّه العاكسه لـяőmặňţĩĉ GϊЯl الجمعة مارس 27, 2009 2:00 am | |
| تزوجت هيفاء !! ما أسرع الأيام على الحي ، الأزمان والأحوال تتبدل بسرعة رهيبة ، لم أعد أشعر بالوقت مثل سابقي ، أصحو النهار وما أكاد أعمل شيئا إلا واليوم قد مضى !! ، حتى أيام خطوبة هيفاء مرت كلمح البصر ، لم اعد أشعر ببركة الوقت ولا بسعته ، سبحان الله ذكرني ذلك بقول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري (لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان .... ) وفي شرح (يتقارب الزمان) أي تفنى بركتها فيصير السنة كالشهر والشهر كالجمعة ، وبالفعل هذا الذي يشعر به الجميع في هذه الأيام !! كنت ذات مرة في تواصل مع هيفاء على الهاتف وإذا بها تشكو من ضيق الوقت !! ، استغربت ذلك وهي كانت تقول قبل زواجها إذا لم ادرس ستضيع أوقاتي بالفراغ !! ، أبهرني تفانيها في استغلال وقتها ، بسماع الدروس في شبكات الإنترنت والدروس المسموعة من رأس الهرم قناة المجد والتي هي ملاذ كل طالبة للعلم الشرعي ، تغيرت أحوال الناس منذ مولد هذه القناة ، أصبحوا متفتحين بشكل واضح بثقافتهم الدينية ، حتى الأطفال لم أكن مثلهم في طفولتي بهذا المستوى من الثقافة ، كانت قناة المجد قد أثرت أثراً عميقاً في ترسيخ قيم عظيمة في نفوس الناس من الطفولة حتى الكبر !! ، بارك الله فيهم وكتب الرحمن لهم الخير مفروشاً في مسيرتهم .. توطدت علاقتي بريم كثيراً ، وأصبحت تعينني في كثيراً من أعمالي وأفكاري إذ لها باع طويل في الإنترنت وكان يأخذ من وقتها شيئاً ليس بهيناً ، حتى أحاديثها متعلقة بنجاحتها في تلك الشبكة العنكبوتية ، المثير في الإنترنت هو العالم ذو التوجهات الفكرية المتنوعة التي يخشى فيها من الزلل ، بهرني هذا الأمر وصرت أرتاده للإطلاع ليس أكثر ، توجهت للتصفح كعادتي بل وأشعر أني في كل يوم أطيل من جلوسي أكثر ، كان عالما رهيباً للغاية !! في أحد الأيام استيقظت استنفارا لزيارة ريم لمنزلي ، كنت سعيدة للغاية ، تجهزت لاستقبالها ، ورتبت ما كان فوضوياً كعادتي اترك الأشياء حولي بشغب واضح !! ، واقترب الوقت وأنا في انتظارها حتى رن جرس الباب معلناً حضورها ، فانطلقت بفرح لاستقبالها ، سلمت عليها بحرارة ، وكأننا منذ سنين لم نرى بعضنا ، ما أجمل اللقاء في غير الجامعة !! ، اتجهنا معاً في الداخل ..
وبشوق بالغ صرخت : كيف حالك ، لم أتخيل أنك ستحضرين ما أصعب موافقة الأهل!
تنهدت ريم بهم ألقَته : صدقتي جلست يوماً كاملا أحاول إقناع أمي حتى كدت أن أيأس من موافقتها .
- الحمد لله يا ريم ، والله سعيدة بزيارتك ..
- أنا أسعد منك ، أول مرة احصل على موافقة في زيارة كهذه ، لذا سيكون حدثا مهما في حياتي !!..- - قلت لها وأنا أضحك : إذا أحضري عندي كل يوم لأكون أنا من أكثر الأحداث التاريخية في مخيلتك!!
- بشغب قالت : أخشى أن تفسد مخيلتي من كثرة تكرار هذه الأحداث .
- نظرت لها وأنا غاضبه : ريم أنا أفسدها ، لم أتوقع ذلك منك ، المهم ما أخبار نشاطك الإنترنتي !!، لقد جنيتي علي أصبح الإنترنت فخاً لم أنفك منه بل صار أساساً من أساسياتي كل ذلك من حديثك الذي لا أمله!!..
- أرأيتِ ما أجمل الإنترنت ، بصراحة لا يقلقني سوى ، نظرة المجتمع السخيفة لمن تكتب فيه !!
- باستغراب سألتها : هل واجهتي شيئا من ذلك!!
- ردت بسرعة : ما أكثر ما واجهت!! ، ذكرتيني بزميلة لي لم تكف يوما بنصحي أن أترك الإنترنت أو أن اكتب فيه بدون أن يعلم احد بأني أكتب فيه !! ، جلست تقنعني أياما طوالا وتقول يا ريم ستقعين بشر أعمالك سيشك بك الجميع وسيكتبون عليك ماضٍ أسود ، و.. و.. من كلامها الفارغ ، وحين سئمت مني ، بدأت تنقل عني كلاماً ملفقاً بل وتقع بعرضي باشمئزاز بالغ !!
- صرخت بذهول : ريم معقولة !! ، ما هذا الحسد !!
- لا تجعليني أضحك وما خفي أعظم ، لم يكن ذلك سوى أني كنت ومازلت أكثر نجاحاً منها ، كنت مخطئه حين أخبرها بالنجاحات التي حققتها ، لم أكن أشعر بأنها تموت غيضاً إلا حين رأيت منها ذلك ..
- مجتمع عم فيه الحسد حتى بين من تتوسمين فيه الخير لا حول ولا قوة إلا بالله ، و الحسد ما انتشر أصلا ً إلا من قلة الشفقة على المسلمين ، ما عاد أحدنا يحس بالآخر ..
- ما كنت أتخيل أن بعض الناس بارعين في كتم غليان نفوسهم !!
- أسأل الله أن يكفنا من شرهم .
- الإنترنت رائع من ناحية التوجيه والتوعية وأروع ما فيه إذا لم يعرفك أحد حتى لا تتعرضين لمثل قصتي ولا تتعرضين لنقد مبني على هوى لمجرد أنك أنت التي كتبتيه وإنما حينما لا يعرفك أحد تملكين مساحة عظيمة لفرض حريتك لنشر الخير بأي طريقة تريدين فمواقف الاعتراض السخيفة كثيره ليس لشيء إنما لأننا مجتمع متناقض !!..
نهضت من مكاني وقلت لريم بحماس بالغ : انهضي لنفتح الإنترنت ونطّلع معاً بما فيه لقد اشتقت إليه !! ربما سأدمن عليه بسببك! ..
- فكرة جميلة ، لنفتح المواقع المتخصصة بدراستنا فهي كثيرة ومنتشرة بشكل يثلج الصدر ، لقد ساعدتني بشكل كبير أثناء دراستي .
- لحظت ذلك ، حتى شرح الدروس في تلك الشبكة اطلعت عليها ، ما زال الخير في الأمة إلى قيام الساعة.
- الأروع أني في أحد الأيام وجدت خلية عمل مكونة من شخصيات مجهولة اشتركت معهم لنقوم بتصميم بطاقات دعوية ونوزعها في المنتديات والمواقع ، وقد نجح هذا العمل بشكل واضح ، و المردود كان جدا رائع ، فكثيرا ما أصادف أثناء تصفحي البطاقات التي أصممها في تواقيع الأعضاء مما يزيد من حماسي أكثر .
- ما شاء الله يا ريم رائع ما تقومون به لو كنت أتقن التصميم لاشتركت معكم ، لكن أحتاج لوقت لأتعلمه!!
- الحمد لله أن نشر الخير له طرق وإبداعات مختلفة لا تقتصر بالتصميم فقط ، شاهدت الكثيرات ممن اعرفهن يبحثون عن الأخطاء التي يقع فيها المجتمع الإنترنت وحين ينصحونهم بنص الكتاب والسنة ، يزجونهم بالشبهات ما الله به عليم افتحي على هذا الموضوع وانظري شدة النقاش في مواضيع مسلم بها ..
- غريبة ، لماذا كل هذا العبث في مثل هذه المواضيع .
- هؤلاء مجرد أشخاص يبثون سمومهم ويرمون الشبه العظيمة التي تؤثر على عقيدة المرتادين ، هؤلاء هم اخطر ما في الإنترنت في نظري ، ويحتاجون لشخص بارع في الرد عليهم !!
- أعجبني أن مساحة الرأي والحرية مفتوحة ، هذا ممتع للغاية .
- لكن مما يؤرقني فيها بعض الكتاب ، تلمحين فيهم كسر لحدود التخاطب بين الجنسين ، بل هناك من يتجرد من كل قيمة في نفسه لنشر هوى أو تضليل من يتابعه أو حتى اصطياد الفتيات الغافلات بشكل ماكر !!
- نعم لقد رأيت في بعض المنتديات ردودا أشك أن العضوة أختاً للعضو !! كل حدود التخاطب قد محيت!!!
- هذا الذي ترينه عيانا بياناً لكن عودي للرسائل الخاصة وانظري المهوّل فيها ، تجدين طرقاً خبيثة من البعض في جذب أعضاء معينين لأشياء خفية في نفوسهم .
- مجرد ضياع الوقت في مثل هذه الأمور هو الذي يخفيني لانها قد تتسبب في أمور لا تحمد عقبها .
- أصبتِ ، الجلوس على الإنترنت بلا هدف معين يجذب لهاوية سحيقة ....
رن هاتفي الجوال في تلك اللحظة ، نهضت من مكاني متجهة نحوه ، تبسمت لريم وأخبرتها أن منار إحدى زميلاتي في الجامعة تتصل علي ، استأذنتها في الحديث معها ، فتبسمت وتشاغلت بالحاسب ..
واستقبلت مكالمة منار : السلام عليكم ، أهلا بك ...
- عليكم السلام ، أهلا مها الحمد لله أنك قمت بالرد علي .
- كيف حالك يا منار لقد اشتقت إليك ، منذ مدة لم أراك .
- ردت بصوت فيه شحوب : مها أنت مشغولة أحتاج بعضا من وقتك .
- قلت لها مذهولة : ماذا بك يا منار عندي في منزلي صديقتي ريم و......
- قاطعتني : حسنا أتحدث معك لاحقا أحتاجك للضرورة .
- منار أشغلتيني ، ماذا بك .
- نظرت لي ريم وقد كانت بجانبي وقالت لي ممازحه : مها قولي لمنار نتحدث معها في الإنترنت الآن ..
فسمعتها منار ثم أردفت : مها أنا في انتظارك لأمر ضروري للغاية أتمنى أن أحادثكما في الإنترنت لكن لا أستطيع الآن .. مها أمري ضروري للغاية .
- حسنا سأتصل بك لاحقاً. حفظك الرحمن .
أغلقت هاتفي ، وأنا مشغولة البال ، جلست أفكر ترى ماذا بها منار ، وما هو هذا الامر الضروري الذي تريدني فيه ، صوتها كان ينبئ على خطر ما !! ، اللهم إجعله خيرا ..
- مها ، أنا موجوده ماذا بك يبدو أنك نسيتني ، بماذا تفكرين!!!
- أفكر بمنار يبدو أنه قد عرض لها عارض ستحادثني في وقت لاحق .
- لن تدخل لنحادثها ؟!!
- لا اعتذرت ، قومي يا ريم لنبتعد عن صخب الإنترنت !!
- أصبح شغلنا الشاغل مشكلة تحتاج لعلاج !!
ضحكت من تعليقها وصوت منار لم يغب عن بالي ، جلست معها وتناقشنا في أمور الدراسة ولم يمضي من الوقت سوى ساعة حتى غادرتني ، كانت زيارة رائعه للغاية ، كنت أتمنى لو تتكرر لكنها من فرص النادرة التي لاتتكرر إلا بشق الأنفس !!!! | |
|
| |
яőmặňţĩĉ GϊЯl شــــداوي مشارك
عدد الرسائل : 122 الموقع : قمــــــــ شدا ــــــر العمل/الترفيه : عن قريب للجامعة المزاج : كـــول علــى كـوـول تقييم الأعضاء لهذا العضو : 0 تاريخ التسجيل : 26/03/2009
| موضوع: رد: رواية المراّه العاكسه لـяőmặňţĩĉ GϊЯl الجمعة مارس 27, 2009 2:02 am | |
| حين غادرتني ريم ، توجهت إلى الهاتف سريعا فالقلق بلغ مني مبلغه تفكيرا بصديقتي منار ، فأدرت قرص الهاتف ، ثم تراجعت عن الاتصال بها فصوتي قد يزيدها قلقا ، فليس من الجميل أن يشكي لي أحدا همه فأزيده على همه هما آخراً بقلقي وكأني أضخّم موضوعا قد لا يستحق صرف الوقت عليه للحزن والكآبة !!
تركت الهاتف وقمت أرتب ما بعثرناه أنا وريم من أغراض كالكتب والأشرطة التي قضينا وقتنا بالحديث عنها ، وجلست أبحث عن أمر يشغلني وينسيني القلق حتى أتهيأ للحديث مع منار ، فحين نظرت إلى الساعة المعلقة على جدار الغرفة ذهلت من سرعة مرور الدقائق !!!
لم أتخيل أن الوقت قد قارب الواحدة ، فوجئت ونهضت سريعا ؛ لأتصل على هاتفها ، فجلست انتظر ردها وقلبي يخفق مع كل ثانية ، فأنا بطبعي لا أحب المفاجآت التي تثير القلق ...
ردت منار علي لكنها لم تنطق بحرف واحد على غير عادتها بل استقبلت المكالمة وهي صامته ثم بدأتُ أنا قائلة:
- السلام عليكم منار كيف حالك ، أأ..أعتذر عن تأخري ،.......
-............
- ماذا بك لماذا لا تتحدثين..
- رد ت منار بصعوبة وبصوت خافت : عليكم السلام ..
- قلت بقلق بالغ : منار أرجوك أنا لا أحب المفاجآت ، ولا لحظات الصمت المخيفة أرجوك تحدثي ما الأمر..
- منار والعبرة تخنقها : مها اعذريني أنا ما زلت مصدومة أرجوك قولي أني أحلم .. أرجوك ..
- رددت بخوف : منار، بلا مقدمات ما الذي حصل تحدثي فأنا مصغية لك لا تقلقيني بأكثر من قلقي الآن ..
-خــالد ..يا مها صار مجنوناً ... أرجوك سأجن أنا أيضاً ماذا أفعل به ..
- مجنون ؟!! ... كيف !!! ... ماذا تقولين ...
- كنت أشك أنه تغير لكني رأيت ما لم أتوقعه أرجوك من يساعدني .. أنا لا أستطيع أن أخبرك بماذا رأيت بالتأكيد أنه كابوس ، مها ماذا أفعل لا أستطيــ ،، فانقطع صوتها وانخرطت في بكاء شديد حتى ظننتها أنها ستفعل ما يفعله من يفقد عقله وصوابه ، صرت متحيرة لا أدري ما كنهة المشكلة إلا أني أعرف غبشا منها..
نسيت أن أخبركم من هو خالد !!!
لنعود لعشر سنوات مضت من عمر منار كنا في المتوسطة حينذاك ..
لا أنسى أبدا حين عقدوا مجلساً للأمهات ، لقد رأيت أمها!! كانت حنونة وطيبة ، ما أسعدني حين كانت تضحك معي وتقول: يبدوا أنك ابنة طموحة ما أسعد ابنتي برفقتك!!
فأتشقق سعادة بهذه الكلمات التي زرعت في نفسي بهجة وحماسا متوقداً !! فأحببتها من تشجيعها لي !!
كانت ملامح وجه أمها شاحبة بشكل ملحوظ ، أقلقني ذلك واشغلني كثيرا..
ففي يوم من الأيام في المدرسة وفي وقت (الفسحة) –كما نسميها- ؛ سألت منار عن حال أمها وأنا قلقة، لكني أحسست بقلقها الواضح بعد سؤالي ، فتحاشيت أن ألح عليها لئلا أكون ممن يثيرون القلق !!! ...
لكنها بادرت بحزن : هي بخير ادعي لها أرجوك .. (كأني أسمع الآن صوتها الحزين وهي ترجوني)
فرنت هذه الكلمات في أذني وترَكت في نفسي قلقا بالغا للغاية، ثم سألت أمي عن الأمر فلم تقل سوى ( أم منار مريضة جدا ) وزادت : (ادعي لها فلا شافي إلا الله جل وعلا) ..
صرت أدعو لها في كل صلاة أصليها ؛ لعل الله يستجيب فيشفيها ، أو يدخرها فيوفيها لنا يوم القيامة ، أو يدفع بدعوتي شرا قد يقع ، فالدعاء لا يذهب هباءً منثورا فهذا فضل ومنّه وكرم من الله ما أحلمة عز وجل..
مرت الأيام وعقدت المدرسة اجتماعا آخر بعد ثلاثة أشهر من المجلس السابق ، لا أكتمكم سرا أني كنت في ذلك الوقت متلهفة لأن أرى أم منار ، فسارعت لسؤال منار عن حضورها ولكن خاب رجائي ، وزاد حزني بعد أن سمعت منار تقول :
أمي مريضة جدا لا تستطيع أن تغادر الفراش ...
حزنت للغاية لم أكن أتوقع أن يكون المجلس الماضي أول وآخر لقاء بأم منار في حياتي !!
غابت منار عن المدرسة وتأثر مستواها الدراسي حين ماتت أمها بعد أسبوع من عقد المجلس الثاني ،كان ذلك مؤلما لي للغاية فقد أحببتها فقط من لقاء واحد وبضع محادثات بسيطة فكيف بمن عاشت مع أمها أربعة عشر سنه؟!!
كانت منار تحدثني عن ذكرياتها .. تبكيها .. تشكو من خلو قلبها من حنان أمها ومحبتها ..
تشكو من ألم عظيم في قلبها ..
لا تحمل هم نفسها ...
صارت أما بعد أن ماتت أمها ..
تشكو من حال خالد ..
حين ماتت أم منار لم يكن في المنزل إلا منار وخالد أخوها ، أصغر منها بسنتين وأكثر قليلا ، وأب لا يعرف مسؤولية الآباء ، بل أظنه يعتقد أن المسؤولية محصورة على الإنفاق فحسب ، مشغول بتجارته وأعماله ، أما مهمة المتابعة فلا يعرف إليها طريقا ..
من هنا بدأت المشكلة التي لا أعرف من تفاصيلها إلا ما ستكشفه لنا الأيام لاحقا ...
و بالتأكيد أن أبناء في عمر المراهقة يحتاجون جهدا كبيرا للمتابعة ، فهذا أصعب المراحل .. فكيف بمن خلا له الجو ممن يتابعهم أو يوجههم أو حتى يمسك بأيديهم قبل وقوع أي خطر !!
منذ أن ماتت أم منار ، كانت منار تلحظ التحول العظيم في أخيها خالد ..
صار كثير العزلة لا يكلم أحد ولا يأكل مع أحد ولا تعرف من هم أصدقاؤه ..
حياته غامضة في المجمل ..
شكَت أبوها أكثر من مره .. عن قلقها من خالد ..
لكنه كان يقول .. خالد أصبح رجلا لا يحتاج وصاية من أحد ، فهل تريدين أن يدلل حتى لا يعرف أن يعيش إلا بمتابعة ويظل طفلا حتى عندما يشيب!! ، وأنا مشغول يكفيني أني لم أقصر عليكم فكل شيء في متناول يديكم ..
هذا محور كلام أبيها كما أخبرتني ..
كنت حزينة للغاية وقلقة عليها وعلى ما يحدث ، فكدت أن أشاركها البكاء تأثرا من شدة جزعها..
في مكالمتها حاولت إسكاتها أكثر من مرة .. حتى تكلمت وهي تبكي وتنتحب قائلة : مها لم أتوقع أن يصل الوضع إلى هذا الأمر .. تخيلي .. خالد دخل علي وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة .. حاولت أن أكذب عيني وأذني مما أرى وأسمع .. صرخت عليه وأغلظت عليه القول بعد أن رأيت حاله .. لا أتخيل أن خالد سيكون يوما سكيرا أو مخمورا .. لو علم أبي لطرده من البيت .. بل لتبرأ منه .. بل قد يقتله .. مها أنا لا أصدق .. حاولت أن أتخيل أنه حلم .. ماذا أفعل أبي لا يدري عن وضعنا .. وهو الآن مسافر .. كيف أتصرف قبل مجيئه الذي لا أدري متى يكون ..
كنت أسمع كل ما تقول وأنا مذهولة من ذلك لا أدري بماذا أرد عليها ..
يا ألهي من يساعدني لأساعدها ..
أخي محمد كان قبل ثلاث سنوات مضت نعم المعين .. لكن انقطعت أخباره منذ سفره ليعين من هو بحاجة إليه ..
وأبي وأمي .. قد يتفهمان الأمر بوضع سلبي ويطلبان مني أن أتركها .. أبتعد عنها .. لا أكلمها .. خشية علي .. فهذه خوف الأبوة ولا عتب ..
طلبت من منار أن تتضرع لمولاها فهو المعين وهو الهادي حتى لو كنت أنا أو هي أضعف ما خلق الله ..
فكل شيء بقدر الله وكل شيء بحوله وقوته ..
أغلقت السماعة بعد أن ذكرتها بالله ودعوت لها ولأخيها ..
فلم أحتمل ما سمعته منها فبكيت وبكيت.. ثم توجهت متضرعة لمولاي .. فكانت فرصتي لعل الله يعنني لأعين صديقتي المسكينة ..
فلم أجد ذلك اليوم أحلى ولا ألذ من مناجاة بدمع راجية وخائفة وطامعة بما عند الله ..
وكنت أربط مع دعائي يقيني الصادق والعظيم بعون الله .. | |
|
| |
яőmặňţĩĉ GϊЯl شــــداوي مشارك
عدد الرسائل : 122 الموقع : قمــــــــ شدا ــــــر العمل/الترفيه : عن قريب للجامعة المزاج : كـــول علــى كـوـول تقييم الأعضاء لهذا العضو : 0 تاريخ التسجيل : 26/03/2009
| موضوع: رد: رواية المراّه العاكسه لـяőmặňţĩĉ GϊЯl الجمعة مارس 27, 2009 2:05 am | |
| لا أدري ما الذي يحصل في بيتنا ..هل هو كابوس أم هو وقع ألتسع لهيبه . . يار ب عونك يا رب فضلك ... لا تنساني يا واسع المغفرة ..
أخي الوحيد خالد .. قرة عيني ..
كل الوسائل جربتها معه .. تقربت إليه .. تحدثت معه .. تكلمت مع أبي .. ما الحيلة بعد ذلك ..
كدت أن أسقط بعد المنظر البشع الذي رأيته ..
هل أتخيل أن أخي الذي عشت معه تحت سقف واحد يترنح مخمورا ويتمتم بكلمات لا معنى لها .. من ألوم .. المجتمع الذي ربى أخي بهذه الطريقة ..
أم الدولة التي لم تنقض على الوحوش الذين أغروا أخي وكبلوه بشباك الإدمان ..
ماذا عساي أن أفعل ..
حاولت أن أحرك قدماي اللتان لم تستطع أن تحملاني بعد الصدمة التي رأيتها بأم عيني ..
فتحاملت نفسي إلى غرفة أخي القريبة مني ..
ألقي نظرة عليه أتأمل حاله البائس ..
وضعت يدي على مقبض باب غرفته..
وبصعوبة ومشقة هائلة فتحت الباب .. وقلبي ينتفض خشية أن أرى مالا أطيق رؤيته ..
دخلت ولم تستطع عيناي أن توقف مسيل دموعي حين رأيت أخي ملقى على الأرض يغط في سبات عميق..
وقعت على ركبتاي أنظر أليه باكية بنحيب شديد وآلاف الأسئلة تدور حول رأسي ..
فلم أحتمل إلا أن أهرب إلى غرفتي .. أدعو ربي وأصلي..
فأملي ويقيني منذ أمد لم ينفك بعون الله وإذنه ..
لم أنتبه إلى نفسي وأنا أدعو في صلاتي إلا وأسمع أذان الفجر يعلو ..
سلمت واتجهت ثانية إلى غرفة أخي ..
ثم دخلت غرفته ومازال في وضعه على الأرض وكأنه قتيل !!!
توجهت إليه وقلبي يفور من الألم لأوقظه ليصلي لعل الله يهديه ..
ناديت .. -خالد .. خالد .. .
سمعت همهمات وتأوهاته ..
ثم عاودت النداء .. -خالد قم صل الفجر .. خالد .. خالد هيا استيقظ .. .
فجأة فتح عينيه ورفع رأسه باستنكار شديد ..
ثم صرخ .. -منار .. من أدخلك الغرفة ؟!!
كيف دخلتي تحدثي .. من أين لك المفتاح ؟!! .. تكلمي بسرعة .. .
حين سمعت هذه الخناجر كدت أن أصفعة من شدة حنقي عليه ..
فالخمر كان مالكا لعقله وللبه فلم يذكر أنه هو من دخل الغرفة ورما بنفسه وغص بالنوم ...
فلم يستبدل ثيابه ولم يغلق بابه ... كان كالمجنون ...
ثم فجأة نهض من الأرض وشدني من كتفي وأخرجني من غرفته بعنف حتى سقطت على الأرض فأغلق باب غرفته بوجهي ..
وكأن صاعقة عنيفة نزلت علي ..
جلست أنظر إلى الباب مذهولة .. حتى شككت أن يكون هو شخصا آخر ليس خالد الذي أعرفه!!
صحيح .. أني لم أكلمه منذ شهرين وكان ذلك برغبته لا يكلمنا ولا يجلس معنا .. لكن يطردني هذا ما صعقت منه ..
قمت من مكاني وقد كاد الجنون أن يتمكن مني ..
هرعت صليت الفجر وسنته ولكني لم أبكي دمعاً بل دماً لم يجف ...
فالخوف تمكن بي حتى نخر أظفاره في صدري ..
خائفة من أبي .. من مستقبل أخي .. مستقبلي أنا أيضا!!!!!
أبي قد يقتل أخي ..
وأخي قد يفعل مالا يخطر ببالي فحالته أسوأ مما تخيلت ..
وأنا .. أنا بين دمار بيتنا ودمار عقلي !!! | |
|
| |
яőmặňţĩĉ GϊЯl شــــداوي مشارك
عدد الرسائل : 122 الموقع : قمــــــــ شدا ــــــر العمل/الترفيه : عن قريب للجامعة المزاج : كـــول علــى كـوـول تقييم الأعضاء لهذا العضو : 0 تاريخ التسجيل : 26/03/2009
| موضوع: رد: رواية المراّه العاكسه لـяőmặňţĩĉ GϊЯl الجمعة مارس 27, 2009 2:51 am | |
| جلست متقرفصةً فوق السرير وعقلي هائم في مشكلة منار ، فلا أدري ماذا أفعل ، يا رب عونك.. فكرت بأبي ليساعدني .. لكن حتما لو أخبرته سيمنعني من الحديث معها !!..
إذا ما الحل !! ..
أبي هو الذي يستطيع أن يتحدث معه ويخاطبه وينصحه .. لكني لا أضمن ذلك أبدا ..
قمت متجهة نحو الصالة وقد بدأ الإشراق ينبلج بعد السهر الطويل الذي لم أحسب له حسابا ، فقلبي يحمل هما عظيما لا أقوى على تجاهله .
فتحت التلفاز واستلقيت أقلب قنوات المجد لعلي أخفف من الهم الذي أجده داخلي ، وبلا شعور وجدت نفسي قد غططت في نوم عميق ..
قاربت الساعة الواحدة ظهرا فاستيقظت على شقاوة أختي الصغيرة وصراخها المعتاد .. وبتثاقل قلت :
- نوره أزعجتيني أخفضي صوت التلفاز ألا تريني نائمة.
- لا لن أقوم ، أنت التي قومي لغرفتك الناس لا ينامون في الصالة ؛ لأنها مكاناً للجلوس، وصلاة الظهر لم تصلينها ،وأنا أريد أن أرى مجد للأطفال، ثم إنه ستأتي إلي ابنة خالتي ، و..
-حسنا حسنا ، يا نوره حسنا يكفي ..
نهضت ثم توجهت إلى الحمام فتوضأت وصليت الظهر ولم أنسى أن أدعو لمنار في سجودي ..
فرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء) في صحيح مسلم
جلست مع أسرتي على مائدة الغداء لكني لم أشتهي الغداء فنفسي كانت مكتومة جدا ، وكنت أشعر بضيق شديد كلما تبادر إلى ذهني خالد ، حياته تنحدر إلى هاوية سحيقة ، فإن لم يتداركه الله تعالى برحمته لتدمر الدمار الأخير ..
صرت أمشي في البيت بلا هدف فالتفكير أشغلني للغاية ..
ثم ذهبت عند أختي الصغيرة ولم أجدها أمام التلفاز بل وجدت صوته عال جدا يسمعه خامس جار من جيراننا..
وبإرهاق لم أحتمله ناديتها ..
- نوره .. نوره .. يا مشاكسة لماذا لم تغلقي التلفاز سأخبر أبي عن إزعاجك إن لم تهدأي الآن .
صرخت نوره بعناد قائله .. - أخبريه لم أخف منك كل ما في الأمر أن أفلام الكرتون لم تبدأ بعد ...
فاستلقيت على أقرب مقعد أمام التلفاز ، بدأت أدير في القنوات وقلبي مشغول جدا ..
فتحت على قناة المجد العلمية ، وبدأت أتابع ما فيها بدون تركيز ، ففكري سارح لأبعد الحدود.
نظرت إلى مقدم البرنامج ، ذلك الشاب اليافع ثم قارنته بحال خالد البائس!! ..
فلم احتمل المقارنة المؤلمة الفاشلة حتى انحدرت من عيني دمعةً ساخنة ألما لمآله ، ثم سارعت لأمسح دمعاتي قبل أن تراني أمي فأقلقها بقلقي .
فلم يزل حال خالد في ذهني حتى سرحت إلى البعيد إلى بلاد الأفغان المشردين المحرومين الذين لا نسمع أصواتهم إلا إذا اشتدت الأزمة .. الجريح والقتيل والمنفي ومن يعيش في خيام ..
خالد هو الذي اختار حياة الألم !!
أما الشعب الأفغاني المسلم لم يختاروا هذه الحياة بل ما زالوا يصارعونها بحثا عن الأمن!! ..
خالد تسلطت المسكرات عليه!!
والشعب الأفغاني تسلط عليهم الخنازير الذين يزعمون أنهم أتوا للسلام ومنذ مئات السنين ورائحة الخراب والدمار من خلفهم منبعثة
من هناك رأيته ، رأيت من قلبي يتلهف إليه .. كدت أن أجن هل أنا في حلم أم حقيقة ..
أرى غبشا في عيني كأن محمداً أمامي .. فأيقنت أنه هو ..
وبلا شعور نطقت : - محمد .. هل .. هل .. جئت ؟!! ...
أغمضت عيني بقوة لأتأكد إلى من أنظر ..
وإذا بالسيل المنهمر من دموعي ينحدر ، لم يكن هو محمد بل هو ذلك الشاب اليافع الذي على شاشة التلفاز!! ..
إذ غطت دموعي على عيني تقاسيم وجهه فأصبحت أرى خيال محمد الذي رحل ولم يعد منذ ثلاث سنين مضت من رحلته إلى هناك من أجل أن يساعدهم ..
كادت الأفكار أن تهجم علي بضراوة قاسية ..
فكنت أتخيل أن محمد هو خالد السكير ، فتذهلني النتيجة القاسية المؤلمة ..
ماذا أفعل لو كنت مكان منار .. ماذا أفعل يا رب ..
تعلقت عيني على شاشة التلفاز لأريح أعصابي من الألم النفسي الذي في صدري ..
بدأت أستمع للمتصلين على الشيخ الذي كان جالسا أمام الشاشة ليفتي الناس فيما أشكلهم .. تعمقت في سماعي للتركيز على أسئلتهم ..
وركزت أكثر على إجابات المفتي ..
وكأني بهذه الطريقة أبحث عن شيء ما في ثنايا هذا البرنامج لكني لا أعلم ما هو ..
سمعت سؤالين من أحد المتصِلين ، كانا جديران بأن يجيب عليهما هذا الشيخ ..
فانشغل ذهني بهما انتظارا للإجابة عليهما حتى شارفت الحلقة على الانتهاء ..
فأجاب الشيخ على الأول منهما واستقرت نفسي بعدها.
وبقي الثاني لم يجيب عليه لأن وقت البرنامج قد انتهى ..
ثم أحسست برغبة عارمة للبحث عن إجابة له ..
نهضت فأغلقت التلفاز ..
وعدت لغرفتي ثم استلقيت على السرير وكأن هموم الدنيا على رأسي ..
ياه ترى ماذا تفعل الآن منار ، إذا كان القلق قد نخر أظفاره في نفسي هكذا فكيف بها هي !!
عدت أفكر بالبرنامج ثانيه ..
وبالسؤالين اللذين عرفت إجابة أحدهما ..
وفكرت بانشغال نفسي بين همين مشكلة منار.. وإجابة السؤال الثاني !!
كيف أقوم بحلهما ؟؟
أما السؤال فأسأل شيخاً عالما ..
وأما مشكلة منار فـ .... فـ ...
وباستنتاج طارئ صرخت فرحة:
يا إلهي .. لك الحمد .. فكرة رائعة !!!
سأطرحها على منار سريعا ..
نهضت إلى الهاتف وبحماس كبير اتصلت عليها ..
- السلام عليكم منار ، كيف حالك ..
ردت بقلق عميق ظاهر من صوتها :
- عليكم السلام ، الحمد لله على كل حال ، أسأل الله أن يعينني ، ويصبرني | |
|
| |
яőmặňţĩĉ GϊЯl شــــداوي مشارك
عدد الرسائل : 122 الموقع : قمــــــــ شدا ــــــر العمل/الترفيه : عن قريب للجامعة المزاج : كـــول علــى كـوـول تقييم الأعضاء لهذا العضو : 0 تاريخ التسجيل : 26/03/2009
| موضوع: رد: رواية المراّه العاكسه لـяőmặňţĩĉ GϊЯl الجمعة مارس 27, 2009 2:54 am | |
| قلت راغبة في تهدئتها:
- منار بإذن الله أن ما أصابكم أجر وتكفير لذنوبكم فاحمدي الله على كل حال والفرج قريب بإذن الله.. - شكرا مها على كلامك الجميل ، أعلم أنك لا تستطيعين فعل شيء سوى مشاركة أحزاني .. وهو أكبر معين لي لأثبت أمام هذه المصيبة التي حلت بي بالأمس ..... .
قاطعتها ... - منار حبيبتي اتصلت وبيدي حل أتمنى أن تتشجعي وتقبليه .. لأنه قد يكون سببا بإذن الله لانتشال أخيك مما هو فيه الآن ..
بفرح عارم ردت .. - هاتي أرجوك وبسرعة فأنا مستعدة أن اعمل كل ما باستطاعتي بذله أرجوك ما هو. - امممممم ..ما رأيك أن نتصل على أحد المشايخ أو طلبة العلم ليساعدنا في مشكلة أخيك . .. تفاجئت منار برأيي ثم قالت :
- مها ماذا تقولين !! أرجوك لا تورطيني .. لا تخبري أحدا .. هل تريدين أن يأخذوا أخي إلى السجون .. مها أرجوك أعينيني أنا لا أحتمل أكثر من ذلك هل تضغطي علي .. وتفضحيني .. أرجوك يكفي ..
- منار !! .. أنا لم أقل أفضحه قلت نسأل عن كيف نتعامل معه !!!..
بعصبية قالت : - مها ماذا تقولين !! أرجوك لا تورطيني .. لا تخبري أحدا .. هل تريدين أن يأخذوا أخي إلى السجون .. مها أرجوك أعينيني أنا لا أحتمل أكثر من ذلك هل تضغطي علي .. وتفضحيني .. أرجوك يكفي ..
منار !! .. أنا لم أقل أفضحه قلت نسأل عن كيف نتعامل معه !!!.. - أرجوك لا تخبري أحد .. وداعا يا مها .. أنا متعبه ..
أغلقت الهاتف وقد كنت شبه متوقعه أن يكون ردها سلبيا معي .. لكني عقدت الأمل بأن تفكر بهذا الأمر بنفسها أو أقنعها أنا في يوم من الأيام ..
فأمرها شائك وصعب .. فماذا تفعل هي كفتاة .. لكن لا يعني أن تبقى مكتوفة الأيدي ..
***
تفاجئت من حل مها وصدمت ، ترى إلى ماذا ترمي بهذا الحل ..
أنا اعرفهم لا يحبون من هم في مثل حال أخي ، ولا يقتربون منهم ..
يكرهونهم ، يشمئزون منهم ، يحتقرونهم ..
يكفي رجال الهيئة كيف يعاقبون من يضايق الفتيات لغتهم العنف والعنف فقط ..
يحافظون علينا بالعنف ، ولغة اللين منزوعة من أذهانهم ..
مها ستورطني بهم ..
سيرمون على أخي ألف اتهام واتهام ..
سيودعونه في السجون ..
يا الله ..
مها هل أخطأت حين أخبرتك عن مشكلتي ..
لن أخبرك عن شيء إن كنت هكذا ..
استلقيت على سريري وأنا لا أقوى على حمل هم نفسي فكيف بحمل هم غيري ..
وأغمضت عيني لأعيش بعيدا عن الواقع لعلي .. لعلي .. أتخيل أن أمي ستخرج من قبرها وتأخذني معها ..
لأحيا معها أو أموت معها ...
كم أحتاجك يا أمي ! ..
وضعت رأسي على وسادتي وانسلت بهدوء دمعة من عيني شوقا لأمي ثم سافرت إلى أحلامي بلا مقاومة..
| |
|
| |
#ضـــــوء القمــــــر# شــداوي مـلـكــي
عدد الرسائل : 2407 العمر : 30 الموقع : بين أنــاس ... (هم أعلم من هم) العمل/الترفيه : طآلبة علم المزاج : مبسوطـــــــة كتيـــــــر تقييم الأعضاء لهذا العضو : 0 تاريخ التسجيل : 17/01/2009
| |
| |
| رواية المراّه العاكسه لـяőmặňţĩĉ GϊЯl | |
|