زائـــر الليـــل ,, ومـــوت فـــي المقبـــرة موضوع مهم للجميع

> || بسم الله الرحمن الرحيم || <

تحية طيبة مباركة لجميع القرّاء والقارئات الكرام

وبعد:

سلام الله عليكم ورحمته وبركاته

>> طلب مفاجئ <<

إتصل بي أحد مدرسين حلقة ذو النورين المقامه في
مسجدنا حيث كانت علاقتي معه كبيرة ..
وبعد السلام والسؤال عن الحال قال:
" عازمك على مكان اليوم أنت فاضي؟"
أجبت عليه:
" أعتبرن وصلت , بس نهوله؟"
قال لي:
" إلى حيث يوجد أحبابنا الراحلون "
إستغربت إجابته المبهمه والغامضة , كررت سؤالي
وأضفت عليه:
" تقصد ياسر وصل للسعوديه؟ "
أجابني:
" تعرف بعدين , بس تراي أنا أبمرك الساعه وحده إن شاء
الله "
إستغربت الساعه الواحده ليلاً , قلت له:
" أبو يزيد وش المكان اللي بنروح له هالحزة؟ "
أجابني:
" لا تشيل هم منتب مطرود , إحتمال أتأخر عليك نص
ساعه , تآمر بشيء بيجونن ضيوف؟"
" سلامتك مع السلامه "
وأقفلت المكالمه وأنا مستغرب!
وبدأت أبحث في سجلات الأصدقاء من كان مسافراً أو يعمل
بعيداً , وأنتهى بي سير أفكاري إلى أبواب مؤصده .

>> زائر الليل <<

في الساعه الواحده والربع إتصل علي >> أبو يزيد <<
: " جاهز؟"
" يالله سرينا "
وخرجت إليه وأول سؤال سألته إياه بعد ركوبي للسيارة
" وين بنروح اللحين؟"
هز رأسه مبتسما:
" شكلك متحمس أصبر وتشوف "
رأيت سيارة أبويزيد تتجه نحو " حي الخليج "
إنعطف بإتجاه جامع الشيخ " صالح الونيان "
قلت له:
" وش عندك؟ عسى بتروح لأبو نيان هالحزة؟ "
قال لي:
" بوه أحد يروح هالوقت؟ أصبر "
توقفنا أمام باب القبرة الصغير , نظرت إلى أبو يزيد
مستغرباً , وأنا أكاد أجزم أنه جن .
قال لي بحزم:
" أنزل وش تحتري؟ "
نزلنا سوياً إلى المقبرة ودخلناها وأنا مستغرب من صديقي
الذي كنت سأجزم أن أحداً قام بغسل عقله!
إتجه إلى آخر نقطه من المقبره وأنا أسير خلفه , جلس على
قدميه ورفع يديه وبقي يتأمل المقابر .
هزني من ثوبي وهو يشد عليه وقال:
" وراك ما تجلس! "
أجبته:
" تراه مهب منتزة! "
" أدري أنت أجلس وتجيك السالفة "
" أي سالفة يا رجال وأنت بقيت سواليف! قوة نطلع "
" وش تطلع! أنت أجلس "
جلست بنفس جلسة أبو يزيد وبقينا صامتين , قال لي
بصوت غريب:
" أبو مشعل , ناظر القبور "
نظرت إلى القبور , ومن ثم أعدت النظر إليه لأراه مستغرق
بالتأمل بالقبور , أعدت النظر إلى القبور لأرى ما يثير
الريبة ,,,,,,,,, ولكن ,,,,,, لا شيء!
" أبو يزيد! وش فيه؟ "
أنسلت دمعه على خده وتبعتها أخرى وأخريات .
" تدري! يمكن بكرا أندفن هنا أو أنت أو أي أحد نعزة!
هنا يا عثمان أبوي وأمي الله يرحمهم هنا فيه جدتك
هنا فيه أخوك فيه خالتك , صح؟ فيه أحبابك ما تدري يمكن
بكرا نصير أنا وأنت من أعداد الموتى! "
ها أنا ذا فهمت مقصد أبو يزيد حيث أنه لا يريد مني
أن أرى القبور بعيني بل كان يريدني أراها بقلبي ..

>> الموت في المقبرة <<

وأنا أنظر إلى القبور بقلبي كما تعلمته قبل قليل من
أبو يزيد ,, آآآآه أحس بأن قدماي لا تستطيعان حملي
أحس بدوار بإختناق ,,,,,,,,,,,,,,,, الموووووووت!!
هاهو الموت يأتيني وأنا في المقبرة ,,
آآه لقد طلبت مني أمي قبل يومين أن أحضر لها بعض
الأغراض ولم أحضرها ,, ربـــي أرحمني .
لقد ذكرت زميلنا فهد عند بعض الزملاء وأغتبته ,,
آآآه ربـــي أغفر لي .
لقد رفعت صوتي على أبي عندما كنا نتناقش قبل
أسبوع ,, ربـــي تجاوز عني .
لقد تأخرت اليوم عن صلاة جماعة الفجر ,,
ربـــي أعفو عني .
اليوم في السوق إستهزأت بأحد المارة ,, ربــي تجاوز عن
عبدك المغلوب .

إنـــــه الموت ,, سينتشلني وأنا في ريعان شبابي!
سيأخذني إلى داري الحقيقية وأنا ألهو وألعب!
ربــــــــــ( أرحم عبدك )ـــــــــــــــي

هاهو آذان الفجر الذي يصدح من مآذن أكبر جامع في
(( بــريـــدة )) جامع الشيخ >> صـالـح الونيان <<
الذي أمام المقبرة تماماً , قطع علي تفكيري وعدت إلى
أرض الواقع والدمع بل لحيتي .
نهض أبو يزيد ونهضت معها وكنت كأنني طفل متمسك
بأمه مخافة أن تضيع , ذهبنا إلى الجامع وصلينا , بعد
الصلاة أتى أبو يزيد وجلس بجانبي , قلت له:
" ولله مدري وشلون أشكرك يا أبو يزيد , راجعت حساباتي
من أول وجديد , الله يجزاك خير ويبارك فيك ويغفر لك
ويرحمك وإياي وجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم
والأموت"
قال لي:
" ولله أنك غالي علي ومن حبي لك وديتك لذاك المكان
بس أوعدك بطلعه يحبه قلبك ميهب لمقبرة"
قلت له:
" ولله أن روحتنا للمقبرة أزين , نتعظ "

" " " " " " " " " " " " " " " " " "

>> وقفة عثمانيه <<

تخيل/ي , لو كنت في موقف مثل موقفي هذا!
أنك تشعر بالموت يباغتك وأنت تجلس بين أهلك!
ماذا قدمت في دنياك لآخرتك؟!
أجبني بالله عليك؟

>> همسة عثمانيه <<

لو قيل لك أنك ستموت غداً , ماذا ستفعل؟
هل ستسرع إلى الهاتف لتطلب من الجميع أن يسامحوك؟
أم ستصلي طوال وقتك حتى يأتي الموت؟
أم ستمسك بالقرآن لكي يغفر الله لك؟
أم ستذهب لتقبيل رأس والديك لتطلب منهم السماح؟
هل ,, هل ,, هل ,, هل ,,,,,,, كثيره هي الأشياء
الواجبه!

>> عثمانيات <<

الـمــــوتـ ,, هو الشيء اليقين الذي لا يتخيله الإنسان!

إعمل في دنياك لآخرتك , الجنه غاليه ,, غــــالــيه!
إنها عروووس ومهرها >> العمل الصالح <<

>> طيف عثماني <<

تؤمل أنك يوم تتوب
وتشكو الذنوب وأنت الذَنوب
وفي كل يوم تبوء بذنب
وعيب يضاف لباقي العيوب
تؤمل أنك تحيا طويل
وشمسك حانت وحان الغروب
أتخفي السنين مع الأربعين؟
فكيف ستخفي إشتعال المشيب؟
بقلبك تبدو ندوب الجراح
وهايهات يا صاح تخفي الندوب

أحبتي في الله:
سارعوا بالتوبة فالعمر قصير والذنب كثير ,,

>> الختام <<

أسأل الله لي ولكم الفردوس الأعلى وأن يثبتنا الله عند
سكرات الموت وأن تختم صحائفنا بلا إله إلا الله .
وأن يغفر لنا , ويتجاوز عنا , ويرحمنا ,

اللهم آميــن

أخوكم/

>> أبو مشعل << [u]

جزاك الله خير
وجعله في موازين اعمالك

بــاركـ اللــه فيــكـ أخــي

أني أبثك عن حديثي ** والحديث له شجون

غيرت موضع مرقدي ** ليلاً ففارقني السكون

قل لي فأول ليلة ** في القبر كيف ترى تكون

اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

|__ أبو مشعل __|
موضوع مؤثر ,, الموضوع هبلني لكن لما دخلت عرفت أن الموضوع ولا شيء عند المحتوى
الله يجزاك خير ويوفقك

|| د.تيتي ||

» ♣ مهم للجميع ♣ ●● حكم الاستغفار .. والصلاة على النبي .. في المنتدى ●●
» نداااااااااااااااااااااااااااااااء للجميع
» انتبااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه للجميع ,,
» موضوع جميل
» من هــو المنشـــد الذي تعاطف في أناشيده فـــي حـــرب الفرقــــان ؟؟؟

زائـــر الليـــل ,, ومـــوت فـــي المقبـــرة ** موضوع مهم للجميع **

زائـــر الليـــل ,, ومـــوت فـــي المقبـــرة موضوع مهم للجميع