عدد الرسائل : 26 تقييم الأعضاء لهذا العضو : 0 تاريخ التسجيل : 20/07/2009
موضوع: ابتزز الفتيات ... الأحد أغسطس 23, 2009 4:14 pm
تحقيق: نعيم تميم الحكيم كم يبقى الأمر داعيًا للأسف وموجبًا للحسرة حين تطفو على السطح "ظواهر" تمشي كلها باتجاه لا يخص الفضيلة، ولا يوجب الاحترام، وإنما تدعو إلى غير ذلك من سواقط الأخلاق، ومنحطات الفهوم.. ومن هذا الباب الممقوت "تكاثرت" حالات ابتزاز الفتيات والتغرير بهن، ومحاولة جرّهن إلى مستنقع الرذيلة، وبِركَة السقوط.. الأمر الذي ينذر بخطر ماحق إن لم يتم تداركه قبل الاستفحال والوصول إلى الحد من الظاهرة، التي يؤكد المراقبون أن المشكلة باتت قريبة جدًّا من ذلك . . (الرسالة) استجلت أسباب "المشكلة" من مظانها وجذورها، فكان الاتفاق شبه تام على أن الوسائل الإعلامية المنفلتة تحمل وزر انتشار هذه الظاهرة، إضافة للتفكك الأسري، وضعف المراقبة الاجتماعية، وضعف القوانين الرادعة.. وغيرها من الأسباب التي عددها المشاركون في هذا التحقيق الذين لم يعدموا كذلك من تقديم روشتة العلاج.. كل هذا طيّ هذا التحقيق.. ابتزاز الفتيات: فخ السُّقوط.. وطُعْم الدناءة انحلال وتفكّك استهلالاً يؤكد الدكتور غازي الشمري المستشار الأسري والإعلامي وعضو الجمعية السعودية للسنة وعلومها أن حالات الابتزاز لم تعد قليلة وشاذة بل تحولت لمشكلة كبيرة، معضدًا ذلك بقوله: ما يصلني من حالات شبه يومية يشيب لها الرأس من مشاكل لفتيات وقعن في براثن الرذيلة مع الشباب، وربما كانت الحالات موجودة سابقًا؛ ولكن الفرق أن الإعلام اليوم هو من أظهرها، ولهذا فالإعلام يتحمل المسؤولية الكبرى في هذه المشكلة بما يبثه من مواد إباحية، ومن ضمنها المسلسلات المدبلجة، والأفلام الساقطة التي تساعد على تأجيج المشاعر بصور سلبية تثير الغرائز، وتفسد القيم والأخلاق الحميدة، مما يدعو إلى ضرورة إنشاء قناة فضائية خاصة بالشباب لتحارب القيم الفاسدة، وتكون بديلاً جيدًا لهذه الفضائيات الإفسادية، كما يجب أن تفعّل مواثيق الشرف الإعلامية، وتمنع مثل هذه الأعمال التي تصادم الفطرة السوية وتعاليم الدين الحنيف، وتقود شبابنا وفتياتنا للانحراف، وتسهّل عليهم الشذوذ والجريمة، وتحولها إلى أمر اعتيادي وطبيعي بعد فترة من بث الأعمال الساقطة والمسلسلات والأفلام المدبلجة وغيرها، مما يجر مجتمعنا إلى وحل الرذيلة والعياذ بالله. ويضيف الشمري معدّدًا أسباب تعرّض الفتيات للابتزاز بقوله: لعل من أهم أسباب وقوع الفتيات في فخ التعارف والابتزاز من قبل الشاب عائد إلى ضعف الوازع الديني، وضعف الرقابة الأسرية، وعدم قيام المدرسة والمسجد بأداء رسالتهما في توعية الفتيات من هذه الوسائل المدمرة وتوجيههن الوجهة الصحيحة في الاستفادة من وسائل التقنية بشكل إيجابي، فالمسؤولية مشتركة ويجب أن تتكاتف الجهود لوقف هذه الحوادث المؤلمة، ولعل إتباع المنهج النبوي في التعامل مع البنات والأولاد ضمان من وقوع الفتاة في فخ التعارف والابتزاز. فلا شك أنّ مجتمعنا يعاني كثيرًا من المشاكل الأسرية؛ مثل التفكك والعنف والانحلال، لذلك لابد من المبادرة بعمل دراسات بحثية لقياس مدى هذه المشاكل، ووضع الحلول الملائمة لها، كما يجب إنشاء أندية أسرية للحوار للتقريب بين الآباء والأبناء، وعمل دورات للفتيات المقبلات على الزواج لمعرفة كيفية التعامل مع الزوج والأبناء فيما بعد، لضمان بناء أسر سليمة ناجحة، وكذلك لابد من عمل توعية وقائية للشباب بخطورة ما يقوم بعضهم بفعله من اعتداء على المحارم، وما يجره ذلك من ويل وثبور على الأسر والمجتمع. أسباب عديدة وثلاثة حلول ويؤيد الدكتور فؤاد عبدالكريم العبدالكريم مدير مركز باحثات لدراسات المرأة رأي سابقه حيث قال: من أهم أسباب انتشار هذه الحالات إثارة الغرائز عن طريق وسائل الإعلام والاتصال المختلفة كالقنوات الفضائية والإنترنت، وبعض الصحف والمجلات، وبعض الروايات التي تتبنى دفع الشباب ذكورًا وإناثًا لممارسة الرذيلة تحت شعار الحرية غير المنضبطة بضوابط الشرع أو العقل، في ظل قلة الوازع الديني لدى كثير من الفتيات، بالإضافة للحرمان العاطفي من قبل أولياء الأمور تجاه فتياتهم؛ مما يجعل هؤلاء الفتيات يبحثن عن إشباع تلك العاطفة بالطرق المحرمة، كمحادثة الشباب، وإقامة العلاقات معهم والذين يشبعون هذه العاطفة بطرق خادعة وماكرة ومحرمة، دون أن تعي الفتاة العواقب الوخيمة لمثل تلك العلاقات المحرمة. ويضيف العبدالكريم: كذلك من أسباب إنتشار العلاقات المحرمة عدم إحصان الفتاة بالزواج في سن مبكر معقول، ولا شك أن الإسلام يحرم مثل هذه العلاقات ويمنعها، وهو قبل ذلك شرع أسبابًا للوقاية من وقوع الشباب ذكورًا وإناثًا في مثل هذه المحرمات، وذلك عن طريق الدعوة إلى الزواج، يقول النبي في الحديث الصحيح: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء". وحول كيفية حماية الفتيات من مثل هذه الحوادث يتابع الدكتور فؤاد قائلاً: هناك عدة طرق لذلك منها أوّلها: تربية الفتاة تربية سوية متوازنة (إيمانية – سلوكية – نفسية -تربوية)، وثانيها: توعية الفتاة لتحذيرها من أمثال هؤلاء الأشرار، ضعاف النفوس الذين يسعون إلى قضاء شهواتهم بالطرق المحرمة، وثالثها: توجيه الفتيات إلى أن هناك خطوط رجعة، إذا زلت بها القدم، وذلك بالرجوع إلى حماة الدين وحرّاس الفضيلة، كهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغيرهم من المصلحين، فتجربة الهيئة في مكافحة هؤلاء المبتزين تجربة ثرة وإيجابية، وهي تفسد على أولئك مشاريعهم الشيطانية، لكن الهيئة وحدها لا تستطيع أن تصلح فساد المجتمع إذا لم تقم المؤسسات الإصلاحية السابق ذكرها بدورها. عقوبات ضعيفة ويرى الدكتور يوسف الجبر القاضي السابق والمحامي والباحث في الشؤون القانونية والفقهية أن وضع أحكام قضائية تعزيرية صارمة في حق هؤلاء المبتزين والمعتدين على أعراض الفتيات مع التشهير بهم يعتبر جزءً من الحل في سبيل وقف هذا السير الهادر من القضايا الأخلاقية من زاوية أن القانون له آثاره في الحد من الجرائم والتي تتوقف فاعليتها في التطبيق الصارم والفوري على الجميع دون استثناء. مضيفًا بقوله: لقد وضعت هيئة الخبراء بمجلس الوزراء رؤية تنظيمية للهيئة العلمية التي ستقوم بوضع القانون العام للنظام القضائي المحلي وذلك في ثلاثة مواضيع أحدها القانون الجنائي العام والذي يشمل قانون العقوبات، ونتمنى أن تضاعف في هذه القوانين عقوبات التشهير والابتزاز والتغرير، وفي نفس الوقت لابد من عمل حملة تشارك فيها وسائل الإعلام لتوعية الشاب والفتيات بآثار الجرائم والتي تعتبر هذه الأفعال جزءً منها، فما يؤسف له أن العقوبات بحق المبتزين ما زالت ضعيفة قياسًا بفداحة الجرم، لذلك نحن بحاجة لسنّ عقوبات قانونية رادعة؛ لأن الابتزاز يعتبر جريمة مركّبة؛ فيها جرم هتك العرض والابتزاز والتهديد والعنف والاستغلال، فلابد أن تكون العقوبات ملائمة لهذه الجريمة الكبيرة والتي لها الآثار النفسية والاجتماعية غير المحدودة، فقد لاحظنا في عدة مواقف أن انعكاسات هذه الجرائم تؤدي إلى تفريق شمل أسر، وإيقاد الفتنة في المجتمع الآمن. كارثة حقيقية وجهة النظر النفسية والاجتماعية تولّاها الباحث الاجتماعي الدكتور خالد الحليبي مدير مركز التنمية الأسرية بالأحساء بقوله: لن أتحدث بلغة العمل، بل بلغة الواقع، فقد اتصلت بي مجموعة من الفتيات اللاتي لعبن بالنار، فكان المآل هو وقوعهن في حمأة الخطيئة، فكثيرات يقعن في براثن أمراض نفسية خطيرة منها الاكتئاب، واضطراب الشخصية، والخوف المرضي الدائم، وبغض الحياة، حتى أصبحن يبحثن عن الموت فلا يجدنه، وهنا يتتابع الفشل الدراسي، والفشل الاجتماعي، والفشل النفسي. ويمضي الحليبي مضيفًا: إن الفتاة تنحرف بسبب الضغط النفسي المنزلي، ثم تجد العقوبة الشديدة التي قد تصل إلى القتل من البيئة التي تسببت في انحرافها، وترى في الوقت نفسه من انحرف بها أول مرة ـ وقد يكون من المنزل أيضًا ـ يعيش منعّمًا ومحترمًا ومقدّرًا، وهي لا تستطيع أن تنبس ببنت شفة، بل تلعق القهر والمهانة كل يوم !!!!!!!!. ويتابع الدكتور خالد حديثه بقوله: والمعلوم أن العوائد النفسية على الفتاة بعد زلتها خطيرة جدًّا، تصل إلى درجة لصوق النظرة السوداوية في عينيها، حتى لا ترى ما يستحق العيش من أجله، وتفقد ثقتها في الرجال، حتى لا تجد رجلاً يستحقّ أن تقترن به، بل تعتقد بأن الحياة كلها ذئاب مفترسون، ومجرد الاختلاء لمرة واحدة يكفي أن يجعلها تدخل في دوامة من القلق الحاد على مستقبلها المهدد بالفضيحة عند الزواج، فتبدأ برفض الزواج، وعندها سيتساءل الناس والأهل لماذا؟ فإذا بها تتلقى مزيدًا من النظرات الاتهامية المترددة المضطربة. وبعض هؤلاء البنات كن ضحايا لصديقات فاسدات أخذن بأيديهن لمواخير الفتنة والرذيلة، فإذا وقعن أفقن، فإذا الواحدة منهن قد فقدت ما لا يمكن تعويضه، فتنهار، وتتراجع صحتها النفسية، وتتبعها صحتها العضوية، وتتبدل الحياة في وجهها، وكان يمكن أن تتوقى هذا كله قبل أن تقع. ويخلص الحليبي إلى القول: ما يحدث كارثة حقيقية لا يمكن قياسها إلا على مدى الجيل، فإن من تطأ هذا القذر في بداية حياتها تكون مؤهلة نفسيًّا للاستجابة للفجور مستقبلا.. (إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحًا، فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات، وكان الله غفورًا رحيمًا). يتبــــــــع &&&&&&&&&&&&&&&&& أختكم في الله_نور الدجئ_